يمني برس | تقارير

في لحظة فارقة تعيشها الأمة تحت وطأة التخاذل و التطبيع للعدو الصهيوني ، قدّم الشعب اليمني نموذجًا استثنائيًا من الوعي والاستجابة العملية، و جعلوا من مناسبة المولد النبوي الشريف مشهدًا تاريخيًا فريدًا تداخلت فيه التضحيات السياسية والعسكرية مع الحضور الشعبي المليوني.

المولد النبوي بين دماء القادة وحضور الجماهير

بعد أيام قليلة من تشييع رئيس حكومة التغيير والبناء ورفاقه الوزراء الذين نالوا وسام الشهادة باستهداف اسرائيلي غادر يحيي اليمانيون ذكرى المولد النبوي الشريف بهذا الزخم الكبير في مشهد يجسد أعمق معاني الولاء والبيعة المعمدة بدماء الشهداء التي روت الأرض في مواجهة العدوان و تؤكد على استجابة مجتمعية واعية، جسدت “ظاهرة” جديدة في واقع الأمة عنوانها أن دماء القادة الشهداء تتحول إلى وقودٍ للصمود، وأن البيعة للنهج المحمدي تُعمد بالدم وتُترجم بالحضور الشعبي المهيب، مشهد يعكس أيضا أن الإرادة اليمنية المتمسكة بالنهج المحمدي لا يمكن أن تكسر و أن اليمانيون ينسجون من دماء شهدائهم أكاليل للنصر .

تكامل الساحات مع الميدان العسكري

الاحتفالات الجماهيرية تزامنت مع عمليات عسكرية نوعية نفذتها القوات المسلحة اليمنية ضد كيان العدو الإسرائيلي. ففي أقل من ٢٤ ساعة، صدرت ثلاثة بيانات متتالية للمتحدث الرسمي، أعلن فيها استهداف مطار اللد وأهداف حساسة في عمق الأراضي الفلسطينية المحتلة بصواريخ يمنية انتصارا لمظلومية الشعب الفلسطيني و تجسيدا للوحدة الإسلامية . هذا التلاقي بين الاحتفال بالمولد النبوي في الساحات والصواريخ في الجبهات عكس الارتباط و الولاء لنبي الرحمة و الجهاد بالفعل و القول ، ليشكل مشهدًا استثنائيًا من الإيمان و الحكمة اللذين يشكلان الوعي الجمعي للشعب اليمني.

اليمن أرض الشهداء ومصنع الأبطال

مشاهد الحشود المليونية في صنعاء و المحافظات اليمنيةالحرة احتفالا بالمولد النبوي تؤكد أن اليمن التي تتمسك بنبي الجهاد و الرحمة لا يمكن أن تهزم ، و أن الأرضَ التي تحتضنُ قبرَ شهيدٍ ستُنبِت ألفَ بطلٍ الرسالة الشعبية والعسكرية جاءت متكاملة: رسالةٌ كتبتها إرادة الشعب اليمني بمداد من الدم ، وصاغتها القوات المسلحة بنيران صواريخها