اليمن يخطو نحو الاكتفاء الذاتي في إنتاج الأسمدة عبر معامل متوسطة محلية
صنعاء – المساء برس|
في إطار تعزيز الأمن الغذائي ودعم المزارعين، أكد المهندس حفظ الله القرني، مدير دائرة الإرشاد في وزارة الزراعة، خلال برنامج “ناكل مما نزرع” على قناة “المسيرة”، أن إنشاء معامل متوسطة لإنتاج الأسمدة يمثل خطوة استراتيجية نحو تعزيز التنمية الزراعية من التربة نفسها.
وأوضح القرني أن هذه المعامل تعتمد على المواد الخام المحلية، مثل المخلفات الحيوانية والنباتية وبقايا الأسماك والرماد العضوي، وتحويلها إلى أسمدة عضوية أو معدنية مخلوطة، مما يسهم في زيادة خصوبة التربة وتقليل التكاليف على المزارعين.
وأوضح أن المعامل المتوسطة تتميز بالقدرة على الإنتاج بكميات مناسبة دون الحاجة إلى خطوط إنتاج معقدة، مشيراً إلى أن المساحة المطلوبة لإنشائها قد تصل إلى 1000 متر مربع، مع استثمار يتراوح بين 200 و300 ألف دولار، وطاقة إنتاجية سنوية تتراوح بين 500 و2000 طن، بعائد صافي قد يتجاوز 100 ألف دولار عند الاعتماد الكامل على المواد المحلية.
ولفت إلى أن إنتاج الأسمدة المحلية لا يقتصر على العضوية فقط، بل يشمل أيضاً الأسمدة المعدنية المخلوطة، مع مراعاة نسب العناصر الأساسية مثل اليوريا والفوسفات والبوتاسيوم والكالسيوم، باستخدام معدات بسيطة تشمل الخلاطات الميكانيكية وأجهزة التعبئة والموازين الإلكترونية، بعيداً عن التعقيدات الكيميائية.
وأشار القرني إلى دور الجمعيات التعاونية الزراعية في إدارة هذه المعامل، حيث يمكن جمع المزارعين كمساهمين لإعادة تدوير النفايات الزراعية إلى أسمدة بأسعار أقل بنسبة تصل إلى 40% مقارنة بالسوق، ما يحوّل المخلفات إلى مصدر دخل مستدام ويدعم الأمن الغذائي والزراعي.
ويستورد اليمن سنوياً أكثر من 50 ألف طن من الأسمدة بقيمة تزيد عن 7 مليارات ريال، بحسب القرني، مشيراً إلى أن إنشاء عشرة معامل متوسطة بقدرة إنتاجية مماثلة يمكن أن يغطي 10% من الطلب المحلي خلال خمس سنوات ويوفر أكثر من 3000 فرصة عمل في المناطق الريفية، كما يمكن للمزارعين اختيار التركيبة المناسبة لمحاصيلهم، بما يعيد التوازن للتربة ويعزز الإنتاجية.
وأكد القرني أن الدولة من خلال وزارة الزراعة توفر الدعم الفني والاستشارات ودراسات الجدوى للمستثمرين، مشدداً على أهمية التعاونيات الزراعية
ارسال الخبر الى: