لست من يسار اليسار بل من اليسار اليسير حوار من الارشيف في ذكرى وفاته البردوني كنت معادى من أكثر من رئيس حكومة لأني لم أمدح

في الذكرى السادسة والعشرون لوفاة الشاعر والأديب عبدالله البردوني، يعود اليوم اسمه ليتردّد من جديد، لا كذكرى شاعر عادي، بل كرمز إنساني جمع بين العمى والبصيرة، وبين التاريخ والشعر، وبين المقاومة والإبداع.
وتوفي البردوني في 30 من أغسطس 1999، حيث غطّت شوارع صنعاء سحابة من الحزن، حين خرجت الجموع تشيّع شاعرًا لم يرَ النور بعينيه، لكنه أضاء لأمّته تاريخًا وشعرًا ورؤية.
كان عبدالله صالح البردوني قد رحل، لكن كلماته ظلت حاضرة، تتردّد في الأزقة التي أحبها، والمقاهي التي جلس فيها، وفي قلوب اليمنيين الذين وجدوا في شعره مرآةً لآلامهم وأحلامهم.
وبهذه الذكرى يستشرف الموقع بوست نص حوار للشاعر البردوني أجري قبل وفاته بعشرة أيام ونشر لاحقا في مجلة العربي، الكويتية عدد 504 - نوفمبر 2000، تطرق فيه الشاعر إلى بداية نشأته ومعيشته ومعاناته وتنقله بين الكتاتيب.
ويمثل هذا الحوار الوصية الأخيرة لشاعر راحل عرف من الحياة بؤسها أكثر مما عرف من مجدها وزهوها. فهذا الأعمى الذي رأى كل شيء حوّل ظلمتَه إلى عالم أسطوري حافل بالرؤى والنبوءات.
في الحوار تحدث البردوني عن نشأته في أسرة فقيرة معدمة ومرضه وكيف استقى معارفه الأولى بعد إصابته بالعمي بواسطة المعلامة في منطقة البردون، وكيف كان يُعلّم الأطفال المتخلفين في الحفظ ويكرر لهم، مقابل حصوله على قطع من الخبز تكفيه يومه، ثم انتقاله إلى المدرسة الشمسية بمدينة ذمار.
كما تطرق البردوني إلى القصيدة العمودية وتطور الشعر وركوده والرؤية الماضوية لمجمل قضايا العصر، وعن الحداثة والقومية العربية أمة العرب، وتجربة الوحدة، وعن مواقفه السياسية.
وقال البردوني إن قضايا العصر الحديثة سياسة ضرورة، لأنها عدالة أمر بها الله ويطلبها الشعب، لأنها حرية، وهي عن حق الشعب في أن يعبّر بصوت عال وأن يفكّر بصوت صائت وأن يكتب بأمانة لا رقيب عليه إلا ضميره، وألا ينال عقوبات.
وبشأن موقفه من الحزبية وانتماؤه لحزب اليسار قال البردوني لا، أنا أرى أن لهذا الحزب أو ذاك موقفا يستحق أن يُذكر بما هو عليه، ولكن ليس بالارتماء أو النظر في
ارسال الخبر الى: