الولاية والسلطة الزائفة موسى المقطري

75 مشاهدة
في المجتمع اليمني التي يتمتع بعاطفة دينية تمثل العقيدة أداة فعالة للتأثير على الوعي الجمعي وهذا ما حصل حينما أرادت جماعة الحوثي الإرهابية اقناع المجتمع اليمني بقبول شرعيتها الزائفة وخاصة أن ثمة اجماع بأن مافعلته في العام 2014م كان انقلابا مكتمل الأركان وهذا يقوض أي مبررات لحق الجماعة في الحكم والتحكم ولتحقيق أطماعها السياسية لجأت إلى استغلال العاطفة الدينية واستخدام الرموز التاريخية لتسويق ذاتها عبر مفهوم الولاية لإقناع اليمنيين بشرعية حكمها وبالاتكاء على خرافة تقول إن الحكم الإلهي للإمام علي بن أبي طالب قد تم اغتصابه وأنهم الورثة الشرعيون له والمعنيون باسترداد هذا الحق المغتصب يرتكز الحوثيون في خطابهم السياسي المغلف بالصبغة الدينية على فكرة الولاية والتي تعني في المفهوم الشيعي أن علي بن أبي طالب والأئمة من ذريته هم أوصياء المصطفى صلى الله عليه وسلم وأحق الناس بالحكم من بعده ومع أن هذا المفهوم دخيل على الفكر الإسلامي وتطور تاريخيا في سياقات سياسية وعقائدية معقدة داخل الفكر الشيعي إلا أن الانقلابيين الحوثيين يقدمونه في صورة مظلومية تاريخية مبتكرة عمرها أكثر من أربعة عشر قرنا ثم يتم إسقاطها بشكل متعسف على واقع اليمن المعاصر في هذه السردية يقدمون علي بن أبي طالب كرم الله وجهه باعتباره الحاكم الشرعي الأول الذي حرم من حقه وتعرض للغدر وتوارثت ذريته هذا الحق المغتصب ثم فجأة يظهر الحوثي بلا دليل تاريخي موثق أو شرعي معتبر ليقول إنه ينتمي لتلك الذرية وبالتالي فهو الحاكم بأمر الله مع أنه لا توجد وثيقة تاريخية موثوقة أو دراسة أنساب رصينة تؤكد أن أسرة الحوثي تنتمي إلى الإمام علي بن أبي طالب وحتى لو صح النسب فإنه لا يبرر الأحقية بالحكم لا قديما ولا في ظل مفاهيم الدولة الحديثة والمواطنة والمشاركة السياسية لا يقدم الحوثيون أي مبررات معتبرة نقلا أو عقلا لكنهم فقط يمارسون إثارة العاطفة الدينية لتسويق خرافة الولاية ولذا تتجه كل جهودهم إلى صبغة المجتمع بالجهل ومحاربة التعليم والتطوير وفرض العزلة ليتمكنوا من تمرير هذه السردية المغلوطة والتي ترتكز على كون سيدهم من نسل النبي وبالتالي يجب توقيره وطاعته وعدم معارضته وتكمن خطورة هذا التوظيف في أنه يطعن في مبادئ الاسلام ويحول شخصية علي بن أبي طالب كرم الله وجه من رمز إسلامي للعدالة والشجاعة والحكمة إلى غطاء لتبرير الاستبداد والقتل والنهب ويغدو مجرد رمز وراثي لإضفاء قداسة على سلطة ظالمة قائمة على الإكراه إن التسويق لخرافة الولاية كمبرر للحكم والسيطرة والتحكم يترك آثارا سياسية مدمرة فهو يقسم المجتمع على أساس طبقي وسلالي و يصنف الناس إلى سادة وعبيد أو قناديل وزنابيل وهذا يشرعن الإقصاء السياسي لكل من لا يؤمن بفكر الجماعة الانقلابية أو لا ينتمي إلى سلالتها وهو ما يعني إعادة استزراع الأنظمة القمعية التي لا تتيح أي أفق للتعدد أو التداول السلمي للسلطة ويعطل مفهوم الدولة الحديثة القائمة على المواطنة المتساوية كما أن هذا المنحى ينسف الهوية الوطنية اليمنية عبر الإعلاء من شأن الانتماء السلالي على حساب الانتماء الوطني وفرض أجندة طائفية دخيلة على المجتمع اليمني الذي ظل طوال تاريخه متسامحا ومتنوعا إن ما يفعله الحوثيون اليوم بترويجهم لخرافة الولاية وحقهم الإلهي المزعوم في الحكم هو من أخطر الجرائم التي ترتكب باسم الدين بينما لايقر الاسلام تزييف وعي الناس واستغلال عاطفتهم لإضفاء سلطة زائفة على مشاريع طائفية واستبدادية ولمقاومة هذا التوجه الحوثي لابد من الاتجاه إجباريا إلى ترسيخ المفاهيم الإسلامية الصحيحة للحكم والقائمة على الشورى كنظام حكم نقيض للاصطفاء والاختيار المقنن في اسناد إدارة الدولة كبديل للوراثة والكفاءة في الوظيفة العامة وليس النسب والسلالة دمتم سالمين

ارسال الخبر الى:

ورد هذا الخبر في موقع الصحوة نت لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2016- 2025 يمن فايب | تصميم سعد باصالح