بنك قطر الوطني اقتصادات رابطة آسيان مرنة بمواجهة التغيرات المفاجئة
٣٠ مشاهدة
أكد بنك قطر الوطني QNB اليوم السبت أن اقتصادات رابطة آسيان الكبيرة تتمتع بالمرونة نسبيا في مواجهة التغيرات المفاجئة في معنويات المخاطرة لدى المستثمرين وتدفقات رؤوس الأموال واعتبر البنك في تقريره الأسبوعي هذه المرونة مصدرا رئيسيا للدعم في سياق ارتفاع حالة عدم اليقين المرتبطة بالظروف النقدية العالمية وتقلبات أسعار صرف العملات الإقليمية وركز التقرير الذي نشرته وكالة الأنباء القطرية قنا على تحليل الاقتصادات الكبيرة في رابطة دول جنوب شرق آسيا آسيان مثل إندونيسيا وتايلاند وماليزيا والفيليبين من خلال تقييم نقاط الضعف الخارجية من خلال بعدين وهما احتياجات التمويل الخارجي والمستوى العام لاحتياطيات العملات الأجنبية الرسمية ويتعين على البلدان التي لديها احتياجات تمويل خارجية كبيرة أن تمولها إما من خلال زيادة رؤوس الأموال الأجنبية أو السحب من احتياطياتها من العملات الأجنبية والتي تعد وفقا للتقرير بمثابة مصد مهم لاستيعاب الصدمات الخارجية وتعد آسيان ثالث أكبر كتلة اقتصادية في آسيا تأسست عام 1967 وتضم إندونيسيا وماليزيا وسنغافورة وتايلاند والفيليبين وبروناي وفيتنام ولاوس وميانمار وكمبوديا وتتمتع ست دول أخرى بوضع شريك الحوار القطاعي مع آسيان وهي سويسرا والنرويج وتركيا وباكستان والبرازيل والإمارات وأشار التقرير إلى أن تايلاند لا تزال في وضع جيد يسمح لها بتحمل التغيرات المفاجئة في تدفقات رؤوس الأموال على الرغم من تعرضها الشديد لتأثيرات الدورة الاقتصادية العالمية ممثلة في الصادرات الصناعية والسياحة وبالرغم من أن السياحة الدولية لا تزال أقل بكثير من مستويات ما قبل الجائحة فإن الوضع يظل مستقرا وتواصل البلاد تحقيق فوائض كبيرة في الحساب الجاري مما ساعدها على جمع 221 مليار دولار من احتياطيات العملات الأجنبية الرسمية وهو ما يغطي بشكل مريح 209 من مقياس صندوق النقد الدولي لكفاية الاحتياطيات الأجنبية كما اعتبر التقرير ماليزيا وهي منتج كبير للسلع المصنعة والسلع الأساسية أحد الاقتصادات المرنة الأخرى في رابطة آسيان فقد حققت البلاد أيضا فوائض مستمرة في الحساب الجاري لسنوات وباعتبارها دولة مصدرة رئيسية للنفط والسلع الأساسية كثيفة الاستهلاك فقد تأثرت ماليزيا بشكل إيجابي بالطفرة الكبيرة في أسواق السلع الأساسية في السنوات الأخيرة مما أدى إلى زيادة فوائض الحساب الجاري وتعتبر مقاييس كفاية الاحتياطيات الأجنبية في ماليزيا أقل بكثير من تلك الخاصة بتايلاند حيث يحتفظ البنك المركزي بما يقرب من نصف كمية احتياطيات العملات الأجنبية التي تحتفظ بها تايلاند عند 113 مليار دولار ومع ذلك لا تزال ماليزيا في المنطقة الآمنة ضمن مقياس صندوق النقد الدولي لكفاية الاحتياطيات الأجنبية بتغطية تبلغ 115 ورأى التقرير أن الفيليبين التي تعاني من عجز في الحساب الجاري والذي يعوض حاليا بشكل جزئي فقط من خلال التدفقات الكبيرة من التحويلات المالية من العمال الفيليبينيين المغتربين فمن المتوقع أن تعاني البلاد من عجز في الحساب الجاري يصل إلى حوالي 2 من الناتج المحلي الإجمالي ولفت في هذا السياق إلى امتلاك السلطات النقدية احتياطيات وافرة من العملات الأجنبية حيث تغطي الاحتياطيات الرسمية البالغة 103 مليارات دولار أي 196 من مقياس صندوق النقد الدولي لكفاية الاحتياطيات الأجنبية أما بخصوص إندونيسيا فقد بين التقرير عودتها إلى موقف العجز في الحساب الجاري حاليا ويأتي ذلك بعد فترة قصيرة استفادت فيها البلاد من طفرة السلع الأساسية التي عززت إيراداتها الخارجية بفضل ارتفاع أسعار الفحم والغاز وزيت النخيل وفي الواقع من المتوقع حاليا أن تعاني البلاد من عجز في الحساب الجاري يبلغ حوالي 1 من الناتج المحلي الإجمالي هذا العام وتبلغ احتياطيات العملات الأجنبية الرسمية لدى إندونيسيا 136 مليار دولار وتغطي 112 من مقياس صندوق النقد الدولي لكفاية الاحتياطيات الأجنبية