حب الوطن اليمني يتجسد في إطعامنا من الجوع وتأميننا من الخوف

32 مشاهدة

بقلم/ يحيى محمد القحطاني
حب الوطن اليمني ليس مجرد شعارات أو كلمات، وليس مجرد أرض نعيش عليها، ولا حدود جغرافية تحيط بنا، بل هو بيت كبير ننتمي إليه، يشعرنا بالأمان والكرامة الإنسانية، وطن نعيش فيه بعدالة إجتماعية، ومتساويين في الحقوق والواجبات، فلا يكفي أن نرفع الشعارات، وننشد الأناشيد لنثبت حبنا لليمن، فالحب الحقيقي يبدأ عندما يشعر كل مواطن يمني بأنه مقدر ومحترم، وعندما يجد الطفل تعليما مجانيا، والعامل يجد أجره العادل، والموظف يستلم مرتبه الذي يكفيه، والمريض الذي يجد علاجا لة بدون مهانة، والفقير يعيش في سقف يحميه من العوز .
ومن الصعب على مواطن يعاني من الفقر المدقع، ويضطر للبحث عن قوته وقوة أطفاله من بين أكوام القمامة، أن يشعر بحب هذا الوطن والفخر بالانتماء إليه، إذا كان هذا الوطن لا يوفر له الحد الأدنى من الحياة الكريمة، ويعيش في أزمات سياسية وفي حروب وصراعات دائمةعلى السلطة، مسؤولية عملاء ومرتزق للخارج، باعوا الجزر والموانئ اليمنية، نهبوا البنوك والبترول، قطعوا مرتبات الموظفين منذ سنين، أقصوا معظم الموظفين من أعمالهم، واحرمونا من أبسط حقوقنا، حب الوطن الحقيقي يجب أن يكون متبادلًا، فكما على المواطن أن يكون وفياً لوطنه، على الوطن أيضاً أن يحمي حقوق مواطنيه ويضمن لهم حياة كريمة، بدون ذلك، يصبح الحديث عن حب الوطن مجرد كلمات فارغة لا تعكس الواقع المؤلم لكثير من الناس .
الوطن الحقيقي هو الذي يرعى جميع أبنائه، وهو الذي يحب جميع أبناءه أولا، بغض النظر عن ظروفهم، كيف نطلب من إنسان جائع، مهمش، أو مهمل، أن يكون وفيا لوطنه بينما وطنه تخلى عنه، التغيير يبدأ من إدراك هذه الحقائق والعمل على بناء مجتمع أكثر عدالة، فيه قضاء عادل ومساواة، فيه ديموقراطية وتبادل سلمي للسلطة، فيه آمن وإستقرار وسلام، فعندما يحرم بعض المواطنين من فرص التعليم والرعاية والصحة، بينما يتمتع آخرون بإمتيازات غير عادلة، فإن هذا يزرع الغضب والإحباط بدلا من الحب والإنتماء، والوطن القوي هو الذي يرفع أبناءه، لا الذي يتركهم يسقطون خلف الركب

ارسال الخبر الى:

ورد هذا الخبر في موقع سام برس لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2016- 2025 يمن فايب | تصميم سعد باصالح