جولة رئيس الوزراء الصيني الخارجية أهداف سياسية واقتصادية
١٠٥ مشاهدات
يبدأ رئيس الوزراء الصيني لي تشيانغ اليوم الخميس جولة خارجية تشمل نيوزيلندا وأستراليا وماليزيا ومن المقرر أن يعقد اجتماعات مع مسؤولين من الدول الثلاث ويتبادل معهم وجهات النظر في القضايا الثنائية والدولية وتكتسي جولة رئيس الوزراء الصيني الخارجية طابعا تجاريا لكون جميع الدول المضيفة من الشركاء التجاريين الرئيسيين للصين في إطار الشراكة الاقتصادية الإقليمية الشاملة وهي أكبر اتفاقية تجارية بين دول آسيا والمحيط الهادئ كذلك تحمل جولة رئيس الوزراء الصيني الخارجية وفق مراقبين أبعادا سياسية لها علاقة بمحاولات بكين استمالة دول الجوار الإقليمي في ظل التوسع الأميركي في المنطقة وسعي واشنطن المستمر لتطويق الصين وتأجيج صراعاتها مع جيرانها خصوصا الذين لديهم نزاعات بحرية معها جولة رئيس الوزراء الصيني الخارجية وأعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية لين جيان في إفادة صحافية أمس الأربعاء أن جولة رئيس الوزراء الصيني الخارجية ستشمل نيوزيلندا وأستراليا وماليزيا خلال الفترة من 13 إلى 20 يونيو حزيران الحالي وخلال زيارته لأستراليا سيشارك رئيس مجلس الدولة الصيني أي رئيس الوزراء في رئاسة الاجتماع السنوي التاسع لقادة الصين وأستراليا مع رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيز وفي نيوزيلندا سيجتمع لي مع قادة البلاد بما في ذلك رئيس الوزراء كريستوفر لوكسون لتبادل وجهات النظر في العلاقات الثنائية وكذلك القضايا الإقليمية والعالمية ذات الاهتمام المشترك وقال لين جيان إن بكين تأمل من خلال جولة رئيس الوزراء الصيني الخارجية تعزيز الاتصالات وتعزيز الثقة المتبادلة وتعميق التعاون مشيرا إلى التنمية المستقرة والسليمة للعلاقات الثنائية تشمل جولة رئيس الوزراء الصيني نيوزيلندا وأستراليا وماليزيا يذكر أن الدول الثلاث ماليزيا ونيوزيلندا وأستراليا أعضاء في اتفاقية دفاعية خماسية تعرف بـترتيبات دفاع القوى الخمس وتضم أيضا سنغافورة والمملكة المتحدة وهو تحالف دفاعي تأسس عام 1971 يعقد اجتماعاته سنويا بالتناوب بين الدول الأعضاء وكان التحالف قد أعلن على هامش منتدى حوار شانغريلا الأمني الذي عقد في سنغافورة في 31 مايو أيار الماضي أنه سيطلق مناوراته العسكرية في منطقة المحيطين الهادئ والهندي في شهر أكتوبر تشرين الأول المقبل في أعقاب ذلك سلطت الصحف الصينية الضوء على هذه الأنشطة وقالت إن مشاركة القوات الماليزية في المناورات العسكرية مع الغرب تعكس مخاوف هذه الدولة بشأن النزاع مع بكين في بحر الصين الجنوبي وأضافت أن التدريبات العسكرية والتفاعلات مع القوات الغربية ستسمح للجيش الماليزي بتعلم استراتيجيات تكتيكية وعملياتية جديدة من شركاء أكثر تقدما وخبرة وهو ما من شأنه أن يثير قلق بكين تكتيك صيني في تعليقه على جولة رئيس الوزراء الصيني الخارجية والأهداف المنشودة قال الخبير في العلاقات الدولية لي وين يقيم في بكين في حديث مع العربي الجديد إن الصين تدرك أهمية الدول الثلاث بالنسبة إلى القوى الغربية سواء الولايات المتحدة أو بريطانيا لأن الاستراتيجية الأميركية في منطقة المحيطين الهادئ والهندي تعتمد بشكل رئيسي على دول المنطقة ومدى استعدادها للتعاون مع واشنطن في تطويق الصين من خلال نشر المزيد من حاملات الطائرات في المنطقة وإطلاق العديد من المناورات العسكرية المشتركة التي ضمت أخيرا ماليزيا وبالتالي تجاهل هذا الحراك العسكري قد يعود بنتائج عكسية من هنا وفق قوله تأتي أهمية التواصل مع هذه الدول لتعزيز الشراكة وتذليل العقبات والحفاظ على قنوات اتصال تحول دون تدهور العلاقات وتعمل على حل الخلافات على أساس من التفاهم المشترك وأوضح لي أن أستراليا تعتبر أهم دولة بين الدول الثلاث بالنسبة إلى الصين حيث شهدت العلاقات بين بكين وكانبيرا توترات كبيرة خلال السنوات الماضية خصوصا في عهد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب حيث اتخذت استراليا موقفا عدائيا من الصين وفرضت على منتجاتها تعرفات جمركية استجابة للضغوط الأميركية آنذاك فيما اعتقلت السلطات الصينية صحافية صينية تحمل الجنسية الأسترالية تشينغ لي لمدة ثلاث سنوات بتهمة التجسس وإفشاء أسرار الدولة قبل أن تفرج عنها العام الماضي ولفت لي إلى أن هذه أول زيارة يقوم بها رئيس وزراء صيني لأستراليا منذ سبع سنوات معتبرا أن العلاقات عادت إلى مسارها الطبيعي مع وصول رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيز إلى السلطة في مايو أيار 2022 الذي تبنى موقفا معتدلا من الصين أسهم في إذابة الجليد بين البلدين وكان ألبانيز قد التقى الرئيس الصيني شي جين بينغ في نوفمبر تشرين الثاني الماضي في بكين كأول رئيس حكومة أسترالية يزور الصين منذ عام 2016 زيارة لي هي الأولى لرئيس وزراء صيني إلى أستراليا منذ سبع سنوات بكين ليست قلقة من جهته عارض أستاذ الدراسات السياسية في معهد قوانغ دونغ لين تشين في حديث مع العربي الجديد ما قاله الباحث لي وين بشأن مخاوف الصين من التقارب بين ماليزيا والغرب وقال إن ماليزيا تتبع نهجا أكثر ليونة مع الصين إزاء النزاع في بحر الصين الجنوبي مقارنة بالدول الأخرى واعتبر أن ماليزيا تعطي أولوية قصوى للعلاقات التجارية في تعاملاتها مع الصين على حساب أي شيء آخر لأنها تدرك أن الصين قوة صاعدة وليست هناك حاجة لاستعدائها وبرأيه فإن ماليزيا قد تهدف من خلال انخراطها في تحالفات إقليمية ودولية إلى رفع سقف التعبير عن مخاوفها وتطوير إمكاناتها الدفاعية دون الدخول في مواجهة عدوانية وصريحة مع الصين ودون أن يؤدي أي حراك في هذا الاتجاه إلى تصنيفها دولة عدوانية واعتبر أن هذا الأمر تدركه بكين جيدا وبالتالي فهي ليست قلقة بحسب قوله لين تشين ماليزيا تدرك أن الصين قوة صاعدة وليست هناك حاجة لاستعدائها أما الباحث الاقتصادي تشي جيانغ فأعرب عن اعتقاده في حديث مع العربي الجديد أن تؤدي جولة رئيس الوزراء الصيني الخارجية إلى تعزيز الاتصالات والتعاون الاقتصادي والتجاري مع الدول الثلاث باعتبارهم شركاء تجاريين للصين وأضاف تشي جيانغ أن العلاقات الصينية مع الدول الثلاث حافظت على زخم كبير خلال العامين الماضين إذ تعمقت الثقة المتبادلة وتحققت نتائج مثمرة في البناء المشترك بما يخدم مبادرة الحزام والطريق الصينية في مساراتها البحرية ولفت إلى أن التفاعل مع منطقة آسيا والمحيط الهادئ مهم للغاية بالنسبة إلى بكين لأنه سيرسل إشارة قوية إلى دول المنطقة بأن انفتاح الصين المستمر سيوفر إمكانات أكبر للتعاون بعيدا عن الصراعات والنزاعات الدولية والإقليمية