ثريا الهيشو فنانة عصامية تستنطق الجلد وتحيي التراث

21 مشاهدة

ثريا الهيشو فنانة تشكيلية مغربية عصامية، تستلهم من الطبيعة ألوانها الصامتة، وتُبدع بالجلد لوحات توقظ الذاكرة وتُسهم في الحفاظ على التراث. راكمت تجربة فنية بدأت بالرسم على الزجاج والخشب والقماش، مروراً بالاشتغال في مجال الديكور، قبل أن تجد شغفها في التشكيل على الجلود والرقاع بطريقة تُلامس الوجدان، وتُعيد إحياء الذاكرة الجماعية. تتميّز أعمالها ببصمة فنية خاصة، تستلهم من جمالية الخط العربي وثراء التراث وقوته وتدمج بين الأشكال التقليدية والتقنيات المعاصرة، في تعبير بصري يعكس عمق التجربة وصدق الانتماء إلى الهوية الثقافية.
وُلدت ثريا الهيشو بمدينة تطوان شمالي المغرب، ومثلما تفرد تطوان سحرها، أفردت ثريا ريشتها لشغف الفن، وإنْ تأخر لقاؤها الحقيقي به حتى عام 2018، إثر حادث سير غيّر مجرى حياتها. لا تخوض كثيراً في تفاصيل تلك المرحلة، لكنها تعتبرها نقطة التحول الحاسمة: تلك التجربة كانت بمثابة لحظة مفصلية، أيقظت في داخلي نداء الإبداع، وجعلتني أستعيد ذاتي بريشة تستلهم من الجرح الجمال، ومن الألم معنى العطاء.
ورغم أن طفولة ثريا لم تكن موسومة بمؤشرات واضحة على موهبة تشكيلية أو نزوع مبكر نحو التعبير البصري، غير أن شرارة الفن ولدت لتصبح الريشة امتداداً لنبضها. تقول: لم أرسم في الطفولة، كان الألم هو الذي أيقظ فيّ الحاجة إلى التعبير، هو الذي دفعني نحو الرسم، لا بكونه مهارة، بل وسيلة للنجاة، لم تأتِ الذائقة الجمالية من الطفولة، بل من لحظة انكسار… ومنها بدأ كل شيء.
انطلقت في تجربتها الفنية من الرسم على الزجاج والخشب والثوب، ثم جربت خامات متعدّدة، إلى أن اهتدت إلى الجلد، باعتباره خامة غنية ومتجذّرة في الذاكرة المغربية. تقول: بدأت بالرسم على الجلد بجميع المواد الأكريليك والمواد الزيتية، ثم بحثت عن مواد طبيعية من عمق تراثنا وصناعتنا التقليدية، كالصوف مثلاً، لكنني اهتديت إلى دمجه بلمسة عصرية في لوحاتي.
تشتغل ثريا الهيشو على الجلد والصوف بيديها، تلوّن وتطرّز وتُنصت إلى ما تمليه عليها المواد. لا تُعدّ سيناريوهات مسبقة، بل تترك اللوحة تنمو بإيقاعها الخاص: أرسم بإحساس، وأترك اللوحة تقول ما

ارسال الخبر الى:

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2016- 2025 يمن فايب | تصميم سعد باصالح