أزمة الهوية سوريون بين ورقة مؤقتة و بطاقة جديدة قيد الإعداد
خلف أبواب السجّلات المدنية في سورية تتراكم يومياً حكايات أشخاص يبحثون عن وثيقة تثبت وجودهم في دولة يغلب على مؤسساتها الارتباك الإداري. الهوية الشخصية، التي يُفترض أن تكون أبسط وثيقة رسمية، غابت منذ أشهر عن حياة السوريين، تاركة مكانها أوراقاً مؤقتة تُجدَّد باستمرار، ومعاملات لا تتوقف، وقلقاً يتوسع كلما ابتعد موعد إصدار بطاقة جديدة.
علاء خانكان، طالب الهندسة في جامعة دمشق، يقف كل أسبوع في طابور جديد ليثبت أنه الشخص نفسه. يروي لـالعربي الجديد أن تسجيل مقرراته الجامعية تحوّل إلى رحلة مرهقة تبدأ بالسؤال نفسه من كل موظف: وين هويتك؟ قبل أن يعود إلى المختار ثم إلى البلدية للحصول على قيد فردي جديد. يشعر وكأنه يقدّم تعريفاً عن نفسه في كل معاملة، وأن حياته الدراسية باتت معلّقة بورقة تتغير كل أسابيع قليلة.
الارتباك نفسه ينسحب على الباحثين عن عمل. خلود عبيدو، خريجة اللغة العربية، حاولت التقدّم لوظيفة أعلنت عنها وزارة الإعلام، لكنها اصطدمت بشرط بسيط ظاهرياً: صورة مصدّقة عن الهوية الشخصية. توجّهت إلى عدة دوائر رسمية عساها تحصل على بديل معترف به، لكن الموظفين كانوا يدركون أن إصدار البطاقات متوقف، من دون أن يكون لديهم أي حل. تقول إن زملاء لها خسروا فرص عمل فقط لأنهم لا يملكون بطاقة شخصية، رغم علم الجهات الرسمية بتعذّر استصدارها.
وتبلغ معاناة السوريين في الخارج مستوى آخر من التعقيد. محمد أمادر، المقيم في هولندا منذ تسع سنوات، كان يفكر بزيارة عائلته في نهاية العام، لكنه تراجع بعدما أدرك أن دخوله إلى سورية بجواز السفر قد يضعه في مواجهة أسئلة تؤثر على وضعه القانوني هناك. يوضح لـالعربي الجديد أنه كان يعتمد سابقاً على الهوية للدخول من لبنان، لكنه فقد بطاقته قبل خروجه من البلاد، ولا يستطيع اليوم الحصول على بديل عبر السفارة التي لا تصدر هويات جديدة. أما القيد الفردي الخارجي، فيحتاج إلى تصديق الخارجية السورية، وهو إجراء شبه مستحيل لمن لا يستطيع السفر.
وسط هذه الفوضى، يخرج من داخل مديرية الشؤون المدنية في
ارسال الخبر الى: