سلسلة الهوية الدينية في الجنوب من الاستعمار إلى الدولة المستقلة 1839 1990

أصدر مركز سوث24 للأخبار والدراسات، يوم الأحد 27 يوليو 2025، الجزء الثاني من سلسلته البحثية حول الهوية الدينية في الجنوب، والذي أعدته الباحثة فريدة أحمد تحت عنوان “من الاستعمار البريطاني إلى الدولة المستقلة (1839-1990)”.
وتواصل الدراسة استكمال الجزء الأول الذي تناول السياق التاريخي ومرحلة ما قبل الإسلام والعهد العثماني، لكنها تُركز هنا على التحولات العميقة التي شهدها الجنوب خلال فترتي الاستعمار البريطاني والحقبة الاشتراكية، وتأثير هذه التحولات على البنية الدينية والاجتماعية.
وتوضّح الباحثة أنّ “الوجود البريطاني في عدن جلب معه مظاهر التحديث العمراني والتجاري، لكنه فرض واقعاً استعمارياً أثر على البنية الدينية والاجتماعية للسكان”، مشيرة إلى أنّ عدن “كانت نسيجاً فريداً من الأعراق والأديان، حيث تعايش العرب والهنود واليهود والصوماليون وغيرهم في تناغم نسبي، ما جعل المدينة مركزاً للتنوع الثقافي والديني.”
النتائج الختامية
وخلصت الدراسة إلى عدة نتائج جوهرية، أبرزها:
1- إنّ الاستعمار البريطاني أدى إلى تحولات اجتماعية وسياسية عميقة في مدينة عدن، ولكن في الوقت نفسه، لم يغير من طبيعتها كمدينة متنوعة ثقافياً ودينياً، حيث تعايشت مختلف الجنسيات والأديان بتسامح.
2- شكّل الاستعمار البريطاني في جنوب اليمن منعطفاً حاسماً في تاريخ التعليم والمؤسسات الدينية في المنطقة. ففي حين كانت الكتاتيب والمساجد تمثل النموذج التعليمي التقليدي، وتركز على تعليم القرآن والشريعة الإسلامية، سعت الإرساليات التبشيرية البريطانية إلى إنشاء مدارس حديثة باللغة الإنجليزية، بهدف نشر التعليم الغربي والتأثير على الهوية الدينية للسكان المحليين.
وفي الوقت نفسه، عملت الإدارة البريطانية على تقويض نفوذ المؤسسات الدينية التقليدية، وتقليص دور العلماء والشيوخ في إدارة الشؤون العامة، واستبدالهم بمؤسسات حديثة تابعة للسلطة الاستعمارية.
3- شكّل الإسلام محوراً أساسياً في تنظيم جهود المقاومة ضد الاستعمار البريطاني في عدن، تجلى ذلك في تأسيس الجمعية الإسلامية الكبرى عام 1949، والتي ضمت شخصيات بارزة دافعت عن الهوية العربية والإسلامية للمدينة. ورغم ردود الفعل المجتمعية الرافضة للتأثير على الهوية الدينية الإسلامية، اتسم المشهد الديني في جنوب اليمن بالتسامح والتعايش بين مختلف الطوائف، مما ساهم في تشكيل الهوية الثقافية والاجتماعية.
4-
ارسال الخبر الى: