متابعات..|

كشفت مناورات عسكرية واسعة النطاق لقوات الدفاع الساحلي الصينية عن تبني بكين لتكتيكات هجومية متقدمة، بما في ذلك ما وُصف بـ “مخطّط الهجوم اللامركزي”، في إطار تعزيز قدراتها على الردع البحري والأمن الإقليمي، رغم امتلاكها لأحد أكبر الأساطيل البحرية في العالم.

ووفقًا لتقرير نشرته ، هدفت التدريبات التي أجرتها قوات تابعة لقيادة مسرح العمليات الشرقي إلى اختبار مستويات التكيُّف ورفع الجاهزية القتالية في بيئات عملياتية معقدة وغير مألوفة.

وشارك في المناورات فوج صواريخ ساحلي مُركِّزًا على الانتشار السريع وإعادة التموضع لمسافات بعيدة. لكن المثير للدهشة هو اعتماد الهيكل الجديد لـ “التموضع اللامركزي” الذي مكّن أنظمة الإنذار المبكر من نقل بيانات الأهداف البحرية المعادية بسرعة فائقة إلى مركز القيادة، ما سمح “لعدة مجموعات هجومية بتنسيق مسارات هجوم مثالية خلال وقت قياسي” وتنفيذ عمليات إطلاق صواريخ متزامنة بدقة عالية.

كما كشفت المناورات عن تدريب مكثّـف على سيناريوهات قتالية متقدمة، ركزت على التعامل مع الحالات التي تفشل فيها الضربات الأولى في تدمير الأهداف بالكامل. وشهدت المناورات تطبيقًا عمليًّا، حَيثُ صدرت الأوامر لمجموعة هجومية ثانية بتنفيذ ضربة فورية ودقيقة لإنهاء سفينة معادية افتراضية حاولت الفرار بعد الموجة الأولى؛ مما يؤكّـد أهميّة “الموجة الثانية” في عقيدة القتال الصينية الجديدة.

واختبر الفوج الساحلي أَيْـضًا نظام دفاع ثلاثي الطبقات لمواجهة تهديدات الطائرات المسيّرة، يجمع بين التشويش الإلكتروني والاعتراض المباشر وتقنيات التمويه.

وعلى صعيد التحديث، تمتلك الصين ترسانة متقدمة من صواريخ كروز المتحَرّكة، ويُشاع أنها تعتزم إدخَال الصاروخ الفرط صوتي “واي جيه 20” في منصات الإطلاق المستقبلية، ما يعزز مكانتها كأقوى قوات دفاع ساحلي على مستوى العالم.

ويشير التقرير إلى أن هذا التركيز الصيني على الدفاع الساحلي، بالرغم من ضخامة أسطولها البحري، يأتي في سياق تصاعد التوترات، خَاصَّة بالقرب من “بؤر التوتر المحتملة” مثل مضيق تايوان والمياه المحيطة به، مما يجعل الدفاع الساحلي “عنصرًا محوريًا” في استراتيجية الأمن القومي لبكين.

المصدر: