كيف وظف النظام السعودي خاصية كشف البلد في منصة إكس لتصوير نفسه كضحية

تقرير _ المساء برس|

أطلقت منصة “إكس” (المعروفة سابقاً بتويتر) مؤخراً خاصية جديدة تتيح للمستخدمين معرفة البلدان التي أُنشئت منها الحسابات الشخصية، مما أشعل موجة من الجدل الواسع عبر منصات التواصل الاجتماعي في العالم العربي، تَصدَّرته الساحة السعودية بشكل لافت.

حيث وظّف ناشطون ومستخدمون تابعون للنظام السعودي هذا الموضوع للحديث عن شعورهم بـ “استهداف” المملكة من قِبل جهات أجنبية، وذلك بعد أن كشفت الخاصية أن عدداً من الحسابات، التي تَهاجم النظام السعودي، قد أُنشئت من دول أخرى، ورأى هؤلاء في ذلك تأكيداً على وجود “حملات مُمنهجة” تُدار من خارج الحدود لتقويض النظام.

في المقابل، اعتبر ناشطون عرب أن ظهور حسابات ناقدة للنظام السعودي من دول عربية وأجنبية هو “أمر بديهي ومتوقع”، وأرجعوا هذه الظاهرة إلى ما وصفوه بـ “المناخ السياسي الداخلي”، مشيرين إلى أن النظام السعودي يتبنى سياسات قمعية ضد أي صوت معارض، مما يدفع الكثيرين إلى التعبير عن آرائهم من خارج المملكة هرباً من الملاحقة الأمنية، وبأسماء مستعارة ووهمية خوفاً من أن يكون مصيرهم كمصير الصحفي المعارض جمال خاشقجي الذي قتله النظام السعودي في القنصلية السعودية بأسطنبول.

وأشاروا إلى أن الناشطين السعوديين أرادوا حرف الأنظار من خلال تصوير أن النظام السعودي مستهدف، متجاهلين الحقائق التي تؤكد بأن النظام السعودي يمتلك أكبر الجيوش الألكترونية وأضخم المؤسسات الإعلامية التي تستهدف دول وشعوب المنطقة.

وفي سياق متصل، استغرب بعض الناشطين من أن الحسابات التي هاجمت المقاومة الفلسطينية خلال الحرب، كانت تُدار من داخل السعودية، وفسّروا ذلك بأنه انعكاس للتوجه الرسمي للسلطات السعودية، الذي تعمل على تشويه صورة المقاومة منذ سنوات.

من ناحية أخرى، لفت انتباه ناشطين آخرين ظهور حسابات وهمية تُظهر دعماً لغزة وفلسطين، لكنها تُدار أيضاً من الأراضي السعودية، واعتبروا هذا الأمر تأكيداً على أن الشعوب العربية، بما فيها الشعب السعودي، تقف قلباً وقالباً مع القضية الفلسطينية.

كما أفادوا بأن لجوء هذه الحسابات إلى استخدام أسماء وهمية ومجهولة الهوية إنما هو إجراء وقائي ناتج عن خوف أصحابها من الملاحقة والاعتقال، في