بين وهم النصر وواقع الميدان لماذا يعرض ترامب ونتنياهو وقف الحرب الآن
في اللحظة التي بدا فيها أن آلة الحرب “” بلغت أقصى عنفوانها في، وفي وقت ظنّ فيه دونالد ترامب أن بإمكانه إعادة رسم خارطة الشرق الأوسط مجددًا عبر سياسة “الضغط الأقصى”، تفاجأ المراقبون بأن الرجلين – ترامب ونتنياهو – يلوّحان بما يُسمى “وقف الحرب”. لكنّ هذا التوقف مشروط: ليس لإنهاء العدوان، بل لـ”إنهاء حماس”. وهنا بالضبط، تكمن المعضلة، ويتكشّف التناقض الجوهري بين “خطاب السلام” وواقع الاحتلال، بين سردية الهيمنة ونبض المقاومة.
في ظاهر الأمور، تُبنى رواية إعلامية متكاملة عن مبادرة “أميركية–إسرائيلية” لوقف إطلاق النار، مدعومة من قطر ومصر. هكذا، وعلى طريقة واشنطن المألوفة، يُسَوّق المشروع بوصفه “فرصة أخيرة للسلام”، بينما هو، في جوهره، محاولة لفرض استسلام سياسي بعد الفشل العسكري في القضاء على المقاومة. هذه الهدنة المفترضة لا تأتي من منطلق مراجعة أخلاقية أو حتى استراتيجية، بل كردّ فعلٍ اضطراري فرضته وقائع الميدان وتداعيات الحرب الإقليمية، لا سيما بعد الهجوم الإيراني واسع النطاق والضربات الدقيقة التي تلقّتها “إسرائيل”، إضافة إلى الضغوط الداخلية المتزايدة على حكومة نتنياهو المهترئة سياسيًا.
كمائن غزة.. وعنوان الفشل العسكري الإسرائيلي
لأكثر من 630 يومًا، خاضت “إسرائيل” حربًا مفتوحة على قطاع غزة، تحت شعار “إزالة حماس” وإعادة “الردع”. لكنّ الحقيقة الميدانية – والتي تتقن “إسرائيل” طمسها إعلاميًا – كانت في غير صالحها. فقد أظهرت الكمائن المتكررة التي نفذتها كتائب القسام وفصائل المقاومة الأخرى قدرةً استثنائية على المناورة، والاستنزاف، وتوجيه ضربات نوعية خلف خطوط العدو.
الجيش الذي ظنّ أنه قادر على إنهاء “الحرب في أسابيع”، وجد نفسه غارقًا في رمال غزة المتحركة، يعيد تموضعه عشرات المرّات، ويتلقى ضربات في مناطق كانت توصف بـ”المطهّرة”. حتى “المنطقة الآمنة” حول السياج، التي بُنيت على أساس خطة أمنية محكمة، باتت ساحة اشتباك يومي. من كمين “النفق” إلى تفجير ناقلات الجنود، ومن استهداف مراكز القيادة إلى إطلاق الصواريخ على المستوطنات في توقيتات مدروسة، كانت المقاومة تعيد تعريف معنى “البقاء”، لا بصفتها حركة فقط، بل كبنية مقاتلة تمتلك الخبرة والمعرفة والتصميم.
نتنياهو… الهروب من
ارسال الخبر الى: