النبوءة والسياسة كيف تحكم اللاهوت الإنجيلي بالشرق الأوسط عبر البوابة الإسرائيلية

41 مشاهدة
اخبار اليمن الان الحدث اليوم عاجل

في كتابها “النبوءة والسياسة”، تقدم الصحفية الأميركية جريس هال سيل شهادة من الداخل عن أحد أخطر التحالفات التي تشكّلت في السياسة الأميركية المعاصرة، ذلك الذي جمع بين العقيدة الإنجيلية المتطرفة والسياسات الخارجية للبيت الأبيض. لا يكتفي الكتاب برصد مظاهر التواطؤ بين القيادات الدينية الصهيونية المسيحية واليمين السياسي الأميركي في ثمانينيات القرن العشرين، بل يفضح كيف تحوّلت النبوءات الدينية إلى موجهات فعلية للقرار السياسي، تدفع بإصرار نحو التصعيد والصراع في الشرق الأوسط، خصوصًا في فلسطين.

لم تأت الكاتبة من خارج المؤسسة؛ بل كانت جزءًا من الوسط السياسي والإعلامي والديني الأميركي، ما منحها قدرة نادرة على التوغل داخل الحلقات المغلقة، وحضور المؤتمرات، ومقابلة القيادات الكنسية الداعمة لإسرائيل، بدءًا من جيري فالويل ومرورًا ببات روبرتسون وانتهاءً بأصوات كثيرة آمنت بأن “قيام إسرائيل” و”عودة اليهود إلى فلسطين” شرط لعودة المسيح، وأن معركة “هرمجدون” التي يُباد فيها الملايين وعدٌ كتابي لا بد أن يتحقق، وعلى السياسة الأميركية أن تُهيئ له المسرح.

تسلّط المؤلفة في هذا الكتاب، الذي تُرجم إلى العربية في وقت مبكر ونشرته جمعية الدعوة الإسلامية العالمية عام 1989، الضوء على عمق التحالف بين الأصولية الإنجيلية والصهيونية العسكرية، مدفوعًا بتفسيرات توراتية تعتبر أن تمكين إسرائيل عسكريًا واستعادة كامل أرض الميعاد، بما فيها القدس وغزة، هو شرط مقدس لعودة المسيح المنتظر وتحقيق الخاتمة الكونية. عبر توثيق ميداني ومشاركة شخصية في جولات دينية نظمتها شخصيات إنجيلية نافذة، تكشف هالسل كيف اختُزل الدين في خطاب عنيف يُشرعن الاحتلال والتوسّع، ويؤثر في قرارات التسلح النووي، بل ويهمّش قضايا الإنسان والبيئة والعدالة، انطلاقًا من يقين ديني بقرب نهاية العالم.

الكتاب لا يقدّم سردا لاهوتيا أو تفصيلا تأويليا في معنى النبوءات، بل يسلّط الضوء على استخدام هذه العقائد كأداة لبناء مشروع سياسي عدواني، يُقدَّم للرأي العام بوصفه جزءًا من الإيمان. تدور الكاتبة بين ساحات الكنائس، وغرف القرار السياسي، ووسائل الإعلام، لتبيّن كيف أن خطابا مشبعا بالخلاص الديني، يُستخدم لتبرير قصف شعب، وهدم منازل، ومحو ثقافات، ويتم تمريره باعتباره خطة إلهية

ارسال الخبر الى:

ورد هذا الخبر في موقع المشهد اليمني لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2016- 2025 يمن فايب | تصميم سعد باصالح