النار اليمنية تتقدم والقمم العربية تتأخر

110 مشاهدة
واليوم يعيد اليمن المشهد بروح جديدة: يفرض حصاراً بحرياً وجوياً على موانئ ومطارات العدو، ويقصف قلبه بالصواريخ والطائرات المسيرة، بينما العرب ينتظرون “بياناً ختامياً” جديداً.

لكن هذا التصعيد له تداعيات، ولا يخلو من مخاطرة؛ فقد يدفع لردود اقتصادية أو محاولات استهداف خطوط الملاحة الإقليمية، ما ينعكس على التجارة والإمداد. سياسياً، كشف هشاشة النظام العربي الرسمي أمام الرأي العام. ويضغط على الدول لتعديل مواقفها، وربما يعمق انقساماً بين قوى إقليمية. اقتصادياً، تهديد الموانئ الإسرائيلية يضغط على حركة التجارة في البحر الأحمر والمتوسط. أمنياً، تزايدت المخاوف من توسع المواجهة نحو الخليج والقرن الأفريقي. باختصار، صنعاء لم تغيّر قواعد الاشتباك فقط، فقد أجبرت المنطقة كلها على التعامل مع واقع جديد.

من زاوية إنسانية، أي توسع في المواجهة قد يفاقم معاناة المدنيين. ومع كل ما قد يجلبه التصعيد، يجب أن نعي ونؤمن بأن درب الكرامة والنصر لا يُسلك إلاّ بالتضحيات؛ كل جرحٍ ودمٍ يُقدَّم في سبيل هذه القضية هو شرف عظيم لا يناله إلا ذو حظٍّ وفير. وهذه حقيقة نؤمن بها ولا نقولها كلام: منّ الله علينا بأن اصطفانا ووفقنا لهذا الواجب، فتضحياتنا عبء ومسؤولية ونعمة في آن. لذلك، مهما تكالبت المآسي، فلن نتراجع؛ الكرامة تُنتزع بثمن، والنصر لا يُوفَّر بلا فداء.

الصورة لا تحتاج لكثير تعليق؛ ملايين الصهاينة يهرعون إلى الملاجئ في يافا وتل أبيب، بينما ملايين العرب يهرعون إلى الشاشات لمتابعة قمم تُكرر الجمل نفسها منذ نصف قرن. وبين ملجأٍ لإسرائيليٍ ومشاهدةٍ عربية، الفعل هو الفاصل الوحيد بين من يحمي ومن يراقب؛ والفارق الحقيقي أن اليمنيين صنعوا معادلة الردع بالفعل وأثبتوا أن العدو لا يفهم سوى لغة القوة. الخيارات أمام الأنظمة العربية واضحة: إما استجلاء المواقف وخطوات فعلية، أو الاستمرار في التراجع الذي سيُسجّل تاريخياً. أما صنعاء، فاختارت الطريق الآخر وحرّكت معادلات جديدة على الأرض.

اليمن اليوم يكتب موقفه بلغة النار، لغة يفهمها الكيان جيداً، لغة تحوّلت إلى شرف قومي في زمن صمت فيه الجميع. والسؤال البسيط الذي يفرض نفسه: هل سيظل

ارسال الخبر الى:

ورد هذا الخبر في موقع يمني برس لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2016- 2025 يمن فايب | تصميم سعد باصالح