المولد النبوي والإصلاح الجذري

لقد سعى الغرب وأجهزته الاستخبارية طوال السنوات والعقود السالفة، على النيل من الرموز الإسلامية ومن الرسول الأكرم على وجه التحديد بشتى الطرق والوسائل والفنون وكانوا يهدفون من وراء ذلك إلى نفي القداسة من نفوس المسلمين وتفكيك عرى هويتهم الثقافية والإيمانية حتى يسهل عليهم ممارسة ثنائية الهيمنة والخضوع على المسلمين، وحين وقع الكل تحت حوافر المستعمر نهض أهل اليمن بقيم الرسالة المحمدية وأخلاق الرسالة ومبادئ الرسالة ومقاصد الرسالة كمسار تاريخي منذ البعثة، وأعلوا من قيمة رسولهم ورفعوه مقاما عليا، حتى قال القائل لن يغلب قوم فيهم أهل اليمن، لقد خذل الرسول الأكرم في بدء الرسالة قومه، والكثير من أهله المقربين، ونصره أهل اليمن، وما زال هذا هو ديدن أهل اليمن في الأولين وفي الآخرين . ما يميز الاحتفال بالمولد النبوي هذا العام هو الوعي بضرورات الإصلاح، فالإصلاح نسق فكري ثقافي حضاري تقدم عليه الأمم لإنجازه بخطاب وتقنيات ومعطيات قادرة على التفاعل مع الواقع لا القفز على شروطه الموضوعية وقادرة على فرض طابعها الخاص الذي تتسم به المرحلة أو يتسم به المستوى الحضاري الحديث . ما يحدث اليوم في عموم الجغرافيا اليمنية هو عملية ثقافية تحفيزية تهدف على إكساب المجتمع هوية إيمانية مضافة وهي تعتمد اعتمادا متزايداً على مختلف الجماعات بهدف الوصول للوحدة المشتركة أو الإحساس بها في ظل ما يتعرض له الإسلام من هجوم ومن تشويه متعمد ويحمل شلال الإيحاء المتدفق من بين حروفها مشروعا نهضويا كبيرا يصنع من الفكرة الدينية مشروعا سياسيا واعيا وقادرا على إحداث التحولات وتحريك عجلتها، وهذا ما تدل عليه رموز وإشارات خطاب السيد العلم قائد الثورة السيد عبد الملك الحوثي، في ضرورات الإصلاح الجذري. وقضيتنا اليوم هي الوصول إلى وحدة إنسانية مشتركة، ولا نستطيع ذلك إلا من خلال الفنون، وقد يشكل الاحتفال بالمولد النبوي ركيزة أساسية للوصول إلى ذلك، فالمولد لا يعني تظاهرات شكلية ولكنه يعني مسارا ونسقا ثقافيا يعيد ترتيب النظام العام والطبيعي ويعيد البناء لمواجهة العدو الذي يتربص بنا الدوائر وغاية مقاصده – أقصد
ارسال الخبر الى: