المولد النبوي الشريف فريضة الاحتفال وعظمة النعمة
يمني برس | إبراهيم محمد الهمداني
مما لا شك فيه إن الله سبحانه وتعالى، قد جعل للأيام المرتبطة بأنبيائه قيمة عظيمة، وجعل تعظيمها وإحياءها، من صميم الدين وصدق التدين، وجعل الاحتفال والاحتفاء بها وتعظيمها، مصداقا لتحقق تقوى القلوب، كونها مناسبات دينية عظيمة، تذكر الناس بعظمة النعمة الإلهية عليهم، لأن نعمة الهداية هي أعظم وأجلّ النعم، التي خصَّ الله سبحانه وتعالى بها عبادة، بل هي الركيزة الأساس لحصول وتمام جميع النعم، ومن أهم تلك الأيام المرتبطة بالأنبياء – حاملي نعمةِ الهدايةِ – ثلاثة أيام تلخص مجمل حياة الأنبياء والمرسلين، في مسيرتهم الرسالية، تبدأ من يوم الميلاد، بوصفه يوم ميلاد نعمة الهداية، الكامنة في ميلاد حاملها ومبلغها، ولذلك جعله الله سبحانه وتعالى، يوم سلام وأمن وخير وبركات وبشارات، التي تضمنها هذا المولد الشريف في ذاته، ونثرها على المجتمعات البشرية من حوله، حيث السلام من الله تعالى على النبي يوم مولده، هو سلام وأمان وتشريف وتكريم، لجميع الناس من حوله، لأنه بشارة النور فيهم، وحامل نعمة الهداية إليهم، ومفتاح سلامتهم وأمانهم وسعادتهم، ومن ذلك قوله سبحانه وتعالى، في مقام نبيه الكريم يحيى بن زكريا عليهما السلام: “وسلام عليه يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حيا”، وقوله تبارك وتعالى – في ذات السياق والمناسبة – حكاية على لسان نبيه عيسى بن مريم عليهما السلام: “والسلام عليَّ يوم وُلِدتُّ ويوم أموت ويوم أبعث حيَّاً”، وهكذا أصبح المولد الشريف، مناسبة دينية مقدسة بالسلام الإلهي، مشرَّفة بشرف مقام صاحبها، وعظيمة بما تحمله من جليل نعمة الهداية، وفي ذات السياق جاء تشريف وتعظيم الله تعالى، ليوم مولد نبيه الأكرم، محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم، في أجل وأعظم وأكبر تشريف، بوصفه الرحمة المهداة للبشرية جمعاء، وتجسيد الفضل الإلهي العظيم على عباده، حتى أنه أصبح السلام ذاته والرحمة عينها، والفوز والتشريف الخالص، الموجب للفرح والاحتفال والسعادة الدائمة، فقال سبحانه وتعالى: “قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون”، فهو الخير العظيم المطلق، الذي امتزج بفضل ورحمته،
ارسال الخبر الى: