رمز الموت والخوف الرقم 21 وعقيدة النهاية في الفكر اليهودي

48 مشاهدة

يرتبط الرقم (21) في الموروث العبري بمقطعٍ لافت من سفر العدد، الإصحاح الحادي والعشرين، وهو النص الذي يسرد واحدة من أكثر الحوادث قسوة في مسيرة بني إسرائيل في التيه. ففي بداية الإصحاح، يذكر الكتاب أن الكنعانيين في مدينة “عراد” خرجوا لمحاربة بني إسرائيل بعد أن اقتربوا من حدود أرضهم، فـ«أَسَرُوا مِنْهُمْ أَسِيرًا» (عدد 21: 1). وردًّا على ذلك، «نَذَرَ إِسْرَائِيلُ نَذْرًا لِلرَّبِّ» بطلب تمكينهم من إبادة الكنعانيين، فجاء في النص:
«فَسَمِعَ الرَّبُّ لِصَوْتِ إِسْرَائِيلَ، وَدَفَعَ الْكَنْعَانِيِّينَ إِلَيْهِمْ، فَحَرَّمُوهُمْ وَمُدُنَهُمْ» (عدد 21: 3).
ثم ينتقل السِفر إلى روايةٍ أخرى داخل الإصحاح نفسه، تُعدّ من أشد المواقف قسوةً في تاريخ بني إسرائيل، وهي حادثة الحيّات النارية التي أرسلها الرب عقوبةً لهم حين تمرّدوا على موسى وشككوا في رسالة الله، فقالوا:
«لِمَاذَا أَخْرَجْتُمَانَا مِنْ مِصْرَ لِنَمُوتَ فِي الْبَرِّيَّةِ؟ فَإِنَّهُ لَيْسَ خُبْزٌ وَلا مَاءٌ، وَقَدْ كَرِهَتْ أَنْفُسُنَا الطَّعَامَ السَّخِيفَ» (عدد 21: 5).
فجاء العقاب مباشرةً:
«فَأَرْسَلَ الرَّبُّ عَلَى الشَّعْبِ الْحَيَّاتِ النَّارِيَّةَ، فَلَدَغَتِ الشَّعْبَ، فَمَاتَ قَوْمٌ كَثِيرُونَ مِنْ إِسْرَائِيلَ» (عدد 21: 6).
ويُروى في نفس الموضع أن موسى صنع حيةً نحاسية بأمرٍ إلهي، فكانت رمزاً للخلاص عند النظر إليها (عدد 21: 8–9). ولهذا ظلّ هذا الإصحاح في الفكر التوراتي يمثل علامةً على العصيان والعقوبة واللعنة المؤقتة التي حاقت ببني إسرائيل حين انقلبوا على نبيّهم.

ومن هنا نشأت في بعض المراجع الحاخامية والفكر اليهودي المتأخر رمزيةُ الرقم (21) بوصفه رقمًا مرتبطًا بالعصيان والابتلاء والدمار، إذ يحمل في الذاكرة التوراتية معنى «التمرد والموت»، وهو ما أشار إليه بعض الباحثين اليهود أنفسهم مثل راشي في تفسيره للتوراة عند تعليقه على هذا الإصحاح، حين وصفه بأنه «فصل الغضب الإلهي والعقاب الجماعي لبني إسرائيل».
وقد أعادت دراسات توراتية حديثة – منها ما نُشر في “The Jewish Encyclopedia” – التذكير بأن الإصحاح 21 من سفر العدد يمثّل بداية مرحلة الانحدار الروحي لبني إسرائيل في التيه، وهو ما جعل هذا الرقم في المخيال الديني رمزًا للفشل والنقمة الإلهية.

هذا الاعتقاد تسرب إلى

ارسال الخبر الى:

ورد هذا الخبر في موقع المشهد الحربي لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2016- 2025 يمن فايب | تصميم سعد باصالح