الموت ليس نهاية روائية

58 مشاهدة

الموت والهوية يعدّان السؤالان الأكبران اللذان لا يتوقفان عن التسلل إلى الأدب والفن عبر وعي الكاتب. ينشغل بهما، يفكر فيهما، يحاول حلّ إشكاليتهما. وربما يكون سؤال الموت هو الأهم لارتباطه بالمجهول، فلم يعد أحد من الموت ليحكي لنا عما رآه هناك في الضفة الأخرى. صادفت الموت وسؤاله في ثلاث من أحدث الروايات المصرية الصادرة جميعها العام الماضي، ما أدهشني وأوقفني للتأمل أنها لثلاثة من الكتّاب الشباب، أصدر كل منهم روايتين فحسب، حيث سيطر هاجس الموت على رواياتهم الأولى، وهم: شكري سلامة في روايته الموت عادة يومية (بيت الحكمة)، ومريم عبد العزيز في روايتها هناك حيث ينتهي النهر (الكتب خان)، ومحمد عبد الرازق وروايته بياض على مد البصر (دار العين).

خطوط السرد

حاول كل كاتب من الكتّاب الثلاثة تفكيك سؤال الموت ودراسة فلسفته وأثره عن قرب عبر اتباع ثلاثة خطوط سردية لا تشتبك بقدر ما تتساءل وتراقب، وتبحث وتحلل أثر الموت والفقد على حياة ومحيط تلك الشخصيات الروائية التي تتحطم قلوبها إثر ما تلاقيه.

فرواية الموت عادة يومية لشكري سلامة التي يستهلها باقتباس من وديع سعادة يقول: هل كان عليك أن تتعلم كل الكلمات لتقول فقط وداعاً أيها الأصدقاء؟!. ويفكك عبرها غموض الموت وهيبته في مونولوغ طويل يبحر في النفس ليقدم لنا رحلة بطله في نهر الموت وأراضيه المصرية، مستنداً إلى حديث عيسى بن هشام وعلاقته بالسكندري رابطاً بينهما وبين أبطال روايته الذين يعيشون الواقع الحالي.

بدأت الرحلة بفقدٍ يصل إلى الاطمئنان أو الحقيقة أو الانتماء

بينما تبدأ رواية بياض على مد البصر لمحمد عبد الرازق بموت فتاة صغيرة تغادر للتو طفولتها نحو المراهقة، وعند إعدادها للدفن نكتشف أنها قُتلت ولم تنتحر كما أدعى والدها. تأخذنا الأحداث في رحلة بين أفراد عائلة الطفلة لنعرف من قتلها، وهل ماتت بشكلت طبيعي بالفعل أم قتلت دفاعاً عن شرف العائلة؟ بتأمل الأحداث نرى كيف يمكن لموت فتاة صغيرة أن يشير لهشاشة المنظومة القيمية والأخلاقية لمجتمعٍ كامل.

تطرح الرواية تساؤلات عن معنى الشرف في

ارسال الخبر الى:

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2016- 2025 يمن فايب | تصميم سعد باصالح