غزة تحت هدنة الموت مجاعة تتفاقم وأوبئة تنفجر والاحتلال يخرق الاتفاق وسط تواطؤ أمريكي
يدخل اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة يومه الخامس والعشرين وسط مشهد إنساني وبيئي متدهور، حيث تتصاعد الأزمات الصحية والمعيشية في القطاع المحاصر، بالتزامن مع استمرار انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي وتباطؤ المساعدات، في وقتٍ تسعى فيه واشنطن لإعادة رسم ملامح “اليوم التالي للحرب” بخطة دولية جديدة.
في الميدان، تسلمت اللجنة الدولية للصليب الأحمر جثة أسير إسرائيلي بعد ترتيبات ميدانية أشرفت عليها كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، شرق حي الشجاعية. وقد أكدت مصادر فلسطينية أن عملية التسليم تمت عقب العثور على الجثة خلال عمليات حفر معقدة داخل “الخط الأصفر”، المنطقة الخاضعة لسيطرة جيش الاحتلال. وبذلك ترتفع حصيلة الجثث التي تسلمها الاحتلال الإسرائيلي منذ بدء الاتفاق إلى 18 من أصل 28، في حين تواصل القسام البحث عن بقية الجثث تحت أنقاض المناطق المدمرة.
ورغم وقف إطلاق النار، لا تزال اعتداءات الاحتلال الإسرائيلي مستمرة، إذ شهدت مناطق خان يونس قصفًا مدفعيًا وغارات جوية جديدة أسفرت عن سقوط شهداء وجرحى، بينما اعتقلت بحرية الاحتلال الإسرائيلي خمسة صيادين فلسطينيين بعد الاعتداء عليهم في عرض البحر. كما أقدمت قوات الاحتلال على تفجير منازل سكنية في أحياء شرقي المدينة، ما يضع الاتفاق الهش على حافة الانهيار.
إنسانيًا، يعيش القطاع كارثة بيئية وصحية غير مسبوقة، إذ تغمر مياه الصرف الصحي الشوارع والمخيمات نتيجة انهيار شبه كامل لشبكات الصرف التي دُمر أكثر من 90% منها. ومع اقتراب فصل الشتاء، تتزايد المخاوف من تفشي الأوبئة والأمراض الجلدية والمعوية في أوساط النازحين داخل الخيام، في ظل انقطاع المياه الصالحة للشرب وغياب الخدمات الصحية.
في المقابل، تتواصل أزمة الجوع التي تضرب القطاع، حيث أكد برنامج الأغذية العالمي أن المساعدات لا تغطي سوى 30% من الاحتياجات الفعلية، بينما يحصل مليون شخص فقط على سلة غذائية واحدة كل عشرة أيام. وأوضح البرنامج أن تشغيل معبرين فقط يعرقل توصيل الإغاثة، خاصة إلى شمال القطاع، في ظل إغلاق المعابر الشمالية واستمرار قيود الاحتلال الإسرائيلي على حركة القوافل الإنسانية.
سياسيًا
ارسال الخبر الى: