المواجهة الآتية بيننا وبينهم
توطئة
يواجه المعسكر الاستعماري الاستيطاني اليوم مأزقاً صعباً لم يعهد بمثله منذ قيامه، كانت الصليبية هي التي نجحت في زرع هذا الكيان في قلب المنطقة؛ لعلها يوما ما ستشد اذرعها، بل تستولي على ما في هذه المنطقة الغنية من الخيرات التي لا قبل بمثلها في بلادها ولا في أية بلاد، صحيح أن الأطروحة التي كانت من قبل لم يكن لها نصيب لهم؛ إذ تكسرت أطماعهم في نفس أسوار بيت المقدس مرات ومرات بفضل المقاومة الإسلامية الشعبية؛ ولأن الحرب الدينية وبرايات الاستعمار الصليبي زهقت هنا، لهذا السبب كانت الأطروحة الجديدة التي ظاهرها اليهودية؛ وكانت حجتهم وراء ذلك وعد الله لهم هنا ويستدلون على ذلك بما جاء في التوراة والقرآن؛ هذه الدعوة الجديدة بذلوا لها جهودا كبيرة لترى النور؛ والتي نحن اليوم نعيش صراع تلك الدعوة .
فهل تختلف أحداث الحروب الصليبية الماضية عن الصهيونية اليوم بشيء؟ نعم إنها تختلف في ظاهرها فقط ليس إلاّ؛ ولكن تبقى في باطنها هي ذاتها كما نقرأها من صفحات التاريخ، لكن الباطن غير المكشوف أصبح يطفح على وجه الحقيقة اليوم وخاصة لأولئك الذين كانوا يجهلون أو يتجاهلون أو حتى يتعاطفون معهم؛ ولكن هذا الباطن كان مكشوفا من قبل لكل ذي عقل لبيب.
إذن الصراع اليوم أضحى كاشفا نفسه ولا نحتاج على الإطلاق إلى البحث عن الأدلة، الحرب المقدسة القديمة الجديدة ما زالت قائمة بيننا وبينهم منذ أكثر من ١٤ قرناً، كانت الغلبة لهم بعد سقوط الأندلس وما زالت كذلك؛ إلا في القليل من الانتصارات، لكن بحكم القوانين الألوهية الكونية، فإن حضارات من قبل سادت ثم أبيدت؛ فإن لها أطواراً تمر تماما مثل الحي والجامد تنشأ شابة وتعتريها الشيبة حتى يأتي أجلها المحتوم؛ والحضارة الغربية سيكون لها نفس الأجل، شاءت لها الأقدار أم خبت .
الحضارة الغربية وشريعة الغاب
قامت على أنقاض النظام الإقطاعي وهو ذاته النظام الرأسمالي ولكن بصورة مصغرة بل هو المرحلة الأولى منه والرأسمالية تليه والإمبريالية نهاية ذلك والتي تتحكم فيها كبريات الشركات على
أرسل هذا الخبر لأصدقائك على