المنفخجية يتحكمون بسكان مناطق سيطرة النظام السوري

٤٤ مشاهدة
تعيش أحياء في مناطق خاضعة لسيطرة النظام السوري ترهيبا مستمرا يتجلى في فرض المنفخجية إتاوات على التجار والمواطنين والتحكم بالمياه والسلع الأساسية ليعيش الأهالي معاناة يومية تشهد أحياء في العاصمة السورية دمشق تضييقا ممنهجا بحق السكان وحصارا يحرمهم العديد من الخدمات الأساسية على رأسها مياه الشرب كذلك تشهد أحياء في محافظة اللاذقية ودير الزور ومدن أخرى في البلاد ظروفا مشابهة جراء ممارسات ضباط في جيش النظام السوري يطلق عليهم سكان هذه المناطق اسم المنفخجية والمفارقة بحسب سامر المحمد اسم مستعار لأحد سكان منطقة المزة 86 في دمشق ويتحدر من مدينة اللاذقية أن مجموعة من الضباط يبتزون سكان الحي من خلال قطع المياه عن الشبكة لإجبارهم على شرائها بأسعار باهظة فضلا عن ابتزاز أصحاب محال السمانة ومنع بعض السلع الأساسية أو مصادرتها أو إجبارهم على دفع إتاوات لإدخالها إلى الحي ومنها حليب الأطفال يقول علي جعفر وهو مواطن آخر من سكان الحي ومتحدر من ريف حماة في حديثه لـ العربي الجديد هربنا من بطش الشبيحة في مناطقنا إلا أننا صدمنا بوجودهم في كل مكان في سورية ولا مجال للفرار من سيطرتهم يضيف ينتقل هؤلاء العناصر من الخدمة في الساحل إلى دمشق لتصيد الفرص الأكبر في العاصمة فالمجال هنا مفتوح أكثر للابتزاز في ظل السيطرة الأمنية وإحكام القبضة على المحافظة ويستطيعون أيضا التخلص من سيطرة رؤوس المجموعات النافذة المقربة من السلطة والذين يحاصرون الجميع في المدن الساحلية حتى عناصر الجيش ولا تختلف الظروف في منطقتي عش الورور وجبل ركن الدين عن المزة 86 حيث يواجه السكان المعاناة نفسها وكأن قاطني تلك المناطق من المغضوب عليهم كما تصف وفاء ز التي فضلت عدم البوح بكنيتها لدواع أمنية وتؤكد في حديثها لـ العربي الجديد أنهم من بيئة فقيرة من الريف الغربي لمدينة طرطوس وقد هاجر والدها إلى دمشق بعدما التحق بصفة رقيب ضمن صفوف الجيش السوري عام 1998 فيما فرض عليهم السكن في جبل ركن الدين بسبب وظيفة والدتها وتتحدث وفاء عن معاناة أسرتها وسكان منطقتها وتقول نعاني منذ أشهر من تضييق شديد في خدمة المياه ويتولى العاملون في الشبكة بأمر من العناصر الأمنية القاطنين في منطقتنا التحكم بضخ المياه إلى المنازل ما يضطرنا إلى شراء المياه بأسعار قد تصل إلى خمسين ألفا لمائة ليتر من المياه كذلك تشهد أسعار المواد الغذائية الأساسية في المحال والبسطات ارتفاعا يعزوه أصحاب المحال إلى تسلط هؤلاء العناصر عليهم وفرض إتاوات للسماح لهم ببيعها كما تقول خلال فترة الاحتلال العثماني كان في كل حي من أحياء دمشق من يطلق عليه لقب المنفاخ أو المنفخجي وهو شخص يعيش على فرض الإتاوات على التجار والمقتدرين من سكان الحي وسمي المنفاخ لأنه كان يتقدم نحو هدفه نافخا صدره ومتحدثا باستعلاء ومتباهيا بسطوته التي يستمدها من دعم الكراكون قسم الشرطة والجندرما له ولأن القادمين الجدد يستمدون سطوتهم من كونهم عناصر في الأمن والجيش فقد عادت هذه التسمية مجددا لتطلق عليهم من قبل بعض سكان هذه الأحياء ولا يختلف حال بعض الأحياء ومناطق محافظة اللاذقية الساحلية عنه في دمشق باستثناء أن التسلط يطاول حتى العسكريين ومعظم المتحكمين هم من مجموعات تابعة للمقربين من السلطة في دمشق وتعاني مناطق بسنادا وتشرين وسقوبين وسنجوان والدعتور والرمل الشمالي والفاروس والمشروع والصليبية والعوينة أزمة مياه حادة ولا تتوافر مياه الشرب لأكثر من ربع ساعة في حد أقصى كل عشرة أو خمسة عشر يوما كما تقول مصادر العربي الجديد في اللاذقية في هذا السياق يقول علي الحمود وهو مدرس متقاعد من منطقة العوينة لـ العربي الجديد إنه عندما نحاول الاعتراض على وضع مياه الشبكة نحاصر بالتهديدات وقد نعاقب لأيام بتعمد قطع حتى مياه الصهاريج التي نشتريها بمالنا يضيف كي تبقى على قيد الحياة يجب أن تظل صامتا وراضيا بما يرغب فيه هؤلاء المتحكمون وقدم مساعد في الجيش شكوى ضدهم فأبرح ضربا وهو عائد إلى الحي ويوضح باتوا يحاربوننا حتى بالسكر والمتة والمواد الأساسية بأيديهم وحدهم زمام الأمور هم من يمسك التجارة ويتحكم بالأسعار ولو قدر لهم التحكم بالهواء الذي نتنفس لما توانوا عن ذلك وفي دير الزور حكاية أخرى إذ تفرض حواجز النظام والمليشيات الرديفة إتاوات على سيارات نقل قوالب الثلج في مقابل السماح بنقلها إلى الأهالي في تلك البقعة الحارة من سورية بالإضافة إلى سرقة القوالب من السيارات الأمر الذي أدى إلى ارتفاع سعر القالب ليصل إلى 25 ألف ليرة سورية وهو مبلغ كبير بالنسبة إلى الأهالي الذين يعانون من أوضاع اقتصادية صعبة ويقول خليل المحمد من منطقة الميادين لـ العربي الجديد إن الأمر لا يقتصر على قوالب الثلج بل تعدى ذلك إلى تسلط حواجز الفرقة الرابعة على معامل الحليب والأجبان والألبان وفرض إتاوات تصل إلى 200 مليون ليرة على كل شاحنة من شاحنات المعامل التي تنقل المنتجات إلى دمشق والمحافظات الأخرى ما دفع بعض أصحاب المعامل إلى إغلاقها يضيف بالنسبة إلى شاحنات الدجاج والأغنام تفرض الحواجز إتاوات مالية وعينية عليهم ولا يجرؤ سائق الشاحنة على الاعتراض خشية الاعتقال والتنكيل وعلى الرغم من كل ذلك تستمر الإهانات والذل اليومي وتسللت كلمة المنفخجي إلى كامل بقاع الأرض التي يتحكم فيها هؤلاء ولكن يبقى هذا المصطلح ضمن حدود السرية

أرسل هذا الخبر لأصدقائك على

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2024 يمن فايب | تصميم سعد باصالح