هذه الخطوة فرصة حقيقية للشباب السعوديين هكذا عبر الشاب عبدالله الغامدي عن سعادته لـ العربي الجديد بعدما تلقى هاتفه إشعارا من وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية يخبره بقبوله عرض توظيف على المنصة الوطنية الموحدة للتوظيف جدارات المنصة التي أطلقتها الوزارة في 18 أغسطس آب الماضي تهدف إلى تحسين آلية التوظيف في المملكة من خلال توفير وسيلة مركزية للجهات الحكومية وشبه الحكومية لنشر إعلانات الوظائف والتقديم عليها وفي بداية إطلاقها أعلنت عن توفر 70 ألف فرصة وظيفية وقال الغامدي بصفتي خريجا حديثا أبحث عن عمل شعرت بالحماس لاستكشاف الـ 70 ألف فرصة وظيفية المعلن عنها عبر المنصة أرى أن هذه الخطوة تمثل فرصة للمساهمة في تحقيق رؤية 2030 وتأتي هذه المبادرة في إطار مساعي المملكة لخفض معدل البطالة من 12 3 عند إطلاق الرؤية إلى 7 في المستقبل القريب وفقا لإحصاءات رسمية نشرتها الهيئة العامة للإحصاء السعودية في تقريرها لعام 2023 وفي هذا السياق أكدت مصادر خاصة لـ العربي الجديد أن منصات التوظيف السعودية بما فيها جدارات تشهد نموا ملحوظا في الآونة الأخيرة تواكبا مع سياق أوسع من الجهود الحكومية لتعزيز التوظيف وهي الجهود التي أشار تقرير صادر عن صندوق النقد الدولي في 3 سبتمبر أيلول 2023 إلى دورها المحوري في تحفيز الاقتصاد السعودي وخلق فرص عمل جديدة خفض البطالة في السعودية في هذا الإطار يشير الخبير الاقتصادي حسام عايش في تصريحات لـ العربي الجديد إلى أن منصات التوظيف السعودية تشهد تكاثرا ملحوظا في الآونة الأخيرة وذلك على خلفية الأداء الاقتصادي المتميز المنبثق عن رؤية 2030 والذي أوجد نشاطا اقتصاديا هائلا يتطلب زيادة في عدد العاملين نظرا للفرص الوظيفية والمهنية التي أوجدتها المشاريع المختلفة وتعد هذه المنصات من الوسائل الأكثر فعالية للبحث عن الوظائف نظرا للإمكانيات التي تتيحها لطالبي العمل للتعرف على الوظائف المتاحة ومواءمة سيرهم الذاتية مع متطلبات الوظائف مما يسهل عملية الحصول على الوظيفة المناسبة بحسب عايش وفي ما يتعلق بمعدلات البطالة يوضح الخبير الاقتصادي أن مشروعات رؤية 2030 ساهمت في خفض معدل البطالة من 12 3 عند بدء تدشين الرؤية إلى 7 4 حاليا مع استهداف الوصول إلى 7 وهو ما يتوقع عايش تحققه في السنة القادمة أو التي تليها على أبعد تقدير ويؤكد عايش أن البحث عن وظيفة يجب أن يكون دقيقا نظرا لكبر حجم العرض من طالبي العمل والطلب على الوظائف خاصة في القطاع الخاص مشيرا إلى تكاثر المنصات الإلكترونية ومواقع التوظيف أخيرا على وقع التحول الرقمي والأتمتة والذكاء الاصطناعي وتوجيه التركيز الحكومي نحو المهارات التقنية والرقمية والقدرات الشخصية والتفكير الإبداعي والمهارات الاستراتيجية ومهارات التواصل وإدارة الوقت وعن أسباب زيادة التوظيف والإقبال على العمل في السعودية يعدد عايش أسبابا منها برامج التوطين التي حققت نتائج مهمة على مستوى تخفيض البطالة وتنويع الوظائف والاقتصاد إضافة إلى تنوع الاقتصاد غير النفطي الذي بلغ حجمه 1 7 تريليون ريال بالأسعار الثابتة في عام 2023 مما يزيد الطلب على الأيدي العاملة ويضيف الخبير الاقتصادي أن جذب الاستثمارات الأجنبية والتحول الرقمي وتعزيز الابتكار واعتماد التكنولوجيا والتركيز على القطاعات كثيفة العمالة كلها عوامل ساهمت في زيادة الطلب على الوظائف مشيرا إلى دور تطوير التعليم والتدريب والتأهيل المهني في فتح آفاق جديدة لعمل الرجال والنساء في السعودية وفي الإطار ذاته يلفت عايش إلى دور الحكومة السعودية في مجال التوظيف من خلال إطلاق منصة وطنية للتوظيف تسمى جدارات والتي أوجدها صندوق تنمية الموارد البشرية لاستكشاف الفرص الوظيفية في القطاعين العام والخاص أداة داعمة في السياق يشير الخبير الاقتصادي جاسم عجاقة في تصريحات لـ العربي الجديد إلى أن سياسات جذب الاستثمارات كانت من بين أهم العوامل التي ساهمت في تحفيز الاقتصاد السعودي وخلق فرص عمل جديدة مشيرا إلى أن هذه السياسات إلى جانب برامج التوطين أو سعودة الوظائف زادت من نسبة توظيف المواطنين السعوديين بشكل ملحوظ كما أن الجهود الحكومية في دعم التعليم والتدريب المهني لعبت دورا كبيرا في تجهيز الشباب السعوديين للدخول إلى سوق العمل والمساهمة في دفع عجلة التوظيف بحسب عجاقة لافتا إلى أن الحوافز المقدمة للشركات الصغيرة والمتوسطة أسهمت بشكل كبير في تحقيق الهدف الرئيسي لخفض البطالة في إطار رؤية 2030 وفي السياق يلفت عجاقة إلى أن منصات التوظيف كانت بمثابة أداة فعالة لتنفيذ هذه السياسات فمن خلال هذه المنصات تمكن الباحثون عن العمل من تقديم سيرهم الذاتية والبحث عن وظائف تتناسب مع مؤهلاتهم وتفضيلاتهم سواء من حيث الموقع أو طبيعة العمل كما قدمت هذه المنصات وسيلة لتقريب العرض والطلب حيث ساعدت في تحقيق التوافق بين الوظائف المتاحة والمرشحين المناسبين ما أدى إلى زيادة فعالية عمليات التوظيف حسب عجاقة لكن منصات التوظيف رغم أهميتها لم تكن سوى أداة تنفيذية لسياسات حكومية وليست العامل الأساسي في تحقيق خفض البطالة حسب عجاقة مؤكدا أن السياسات الحكومية هي التي خلقت الأساس لتحقيق هذا النجاح بينما لعبت المنصات دورا في تسهيل وتسريع عملية البحث عن الوظائف كما يشير عجاقة إلى أن استخدام التكنولوجيا في عمليات التوظيف مقارنة بالبحث التقليدي ساهم في تحسين كفاءة التوظيف وسرعة الاستجابة لاحتياجات سوق العمل لافتا إلى أن الأرقام تثبت فعالية هذه السياسات حيث انخفضت نسبة البطالة بين السعوديين بشكل ملحوظ منذ عام 2016