المنح الدراسية الإماراتية جسر الأمل لصناعة مستقبل الجنوب

في زمنٍ تتقاذفه الأزمات وتتعدد فيه التحديات، يبقى الاستثمار في الإنسان هو الرهان الحقيقي لأي شعب يسعى للنهوض والخروج من دوامة الصراعات والركود.
وفي الجنوب الذي عانى لعقود طويلة من الحرمان الممنهج والتهميش المتعمد، يشرق اليوم فجر جديد يضع التعليم في صدارة الأولويات الوطنية، بوصفه حجر الأساس في مشروع الدولة الجنوبية الحديثة.
الأربعاء الموافق ٣ سبتمبر، لم يكن يومًا عاديًا في وجدان الجنوبيين، بل تحول إلى موعد تاريخي يؤرخ لانطلاقة دفعة جديدة من أوائل طلاب الثانوية العامة نحو فضاءات العلم والمعرفة، عبر بوابة المنح الدراسية التي قدمتها دولة الإمارات العربية المتحدة.
في نظر الشعب الجنوبي هذه المنح ليست مجرد تذاكر سفر نحو جامعات مرموقة، بل هي جسور أمل تمتد من شواطئ عدن والمكلا والمهرة ولحج وأبين إلى مدرجات الجامعات الإماراتية، حيث تلتقي الطموحات الفردية بالرؤية الوطنية.
برعاية الرئيس القائد عيدروس قاسم الزُبيدي، نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، تتأكد حقيقة أن التعليم هو المعركة المصيرية التي يخوضها الجنوب من أجل مستقبله، جنبًا إلى جنب مع معركة الدفاع عن الأرض والهوية حيث يشدد الرئيس على أهمية التعليم ومحوريته في بناء دولة جنوبية حديثة ومستدامة.
*الإمارات شريك الجنوب في التنمية البشرية
تُظهر خطوة ابتعاث مئة طالب وطالبة من مختلف محافظات الجنوب إلى دولة الإمارات، مدى إدراك القيادة السياسية الجنوبية وحلفائها الاستراتيجيين لقيمة الاستثمار في الإنسان كأعلى أشكال الاستثمار.
فهؤلاء الطلاب الذين تم اختيارهم بعناية ليكونوا من الأوائل والمتفوقين، يمثلون اللبنة الأولى في مشروع علمي وتنموي متكامل، حيث سيعودون بعد سنوات من التحصيل الأكاديمي وهم يحملون خبرات ومعارف تخصصية في مجالات حيوية كالطب والهندسة والتقنية الحديثة والإدارة والعلوم الإنسانية.
هذه الكفاءات المنتظرة لن تقتصر أدوارها على العمل في المؤسسات المحلية، بل ستكون القوة المحركة لأي مشروع إصلاحي وتنموي في الجنوب. ومن خلال هذه الخطوة، تعيد الإمارات تجسيد التزامها الثابت تجاه الشعب الجنوبي، ليس فقط بالدعم الميداني والإغاثي، بل عبر تأسيس نهضة تعليمية حقيقية تعكس رؤية استراتيجية بعيدة المدى، تدرك أن
ارسال الخبر الى: