المفوض السامي يحذر تقليص المساعدات الإنسانية يفتح أبواب أوروبا أمام موجات جديدة من اللاجئين

حذر فيليبو جراندي، المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، من أن تقليص الميزانية الإنسانية في الدول المانحة يُعد خطأ استراتيجيًا كبيرًا، محذرًا من أن هذا التوجه سيؤدي إلى زيادة تدفق اللاجئين السوريين والسودانيين إلى أوروبا خلال الفترة المقبلة، في ظل اشتداد الأزمات الإنسانية وتراجع الدعم الدولي للمنظمات العاملة في هذا المجال.
جراندي: تقليص الميزانية الإنسانية خطأ استراتيجي فادح
وفي مقابلة مع وكالة الأنباء الألمانية دي بي إيه، قال جراندي إن تقليص التمويل المخصص للمساعدات الإنسانية سيؤدي إلى تفاقم معاناة اللاجئين، مؤكدًا أن ما يحدث اليوم يعيد إلى الأذهان أزمة اللجوء الكبرى بين عامي 2015 و2016، عندما أدت تخفيضات مشابهة إلى تدفق مئات الآلاف من السوريين إلى ألمانيا والدول الأوروبية المجاورة.
وأوضح المفوض السامي أن الوضع الإنساني في السودان يسير في الاتجاه ذاته، بعد أن قلصت عدة دول مانحة، من بينها الولايات المتحدة وألمانيا وفرنسا والمملكة المتحدة، التمويل الموجه لمشروعات الإغاثة، وأشار إلى أن هذا النقص الحاد في الموارد يدفع الكثير من اللاجئين السودانيين إلى اللجوء لمهربي البشر، في محاولات محفوفة بالمخاطر للوصول إلى أوروبا، وأضاف قائلاً:
لا تتوقعوا أن تتمكن الوكالات الإنسانية من احتواء هذه الأزمات ما لم يتم تغيير هذا المسار وتمويل المساعدات بالشكل الكافي.
ويأتي هذا التحذير في وقت أعلنت فيه الحكومة الألمانية عن تقليص ميزانيتها المخصصة للمساعدات الإنسانية لعام 2025 بأكثر من 50% مقارنة بالعام الماضي، لتتراجع من 2.3 مليار يورو إلى 1.05 مليار يورو فقط، بينما ستظل ميزانية عام 2026 عند نفس المستوى المنخفض، وفقًا لما سيتم اعتماده الأسبوع المقبل من قبل لجنة الميزانية في البرلمان الألماني.
ويرى محللون أن هذا القرار يبعث برسالة سلبية إلى المجتمع الدولي في وقت تتفاقم فيه أزمات اللجوء في الشرق الأوسط وإفريقيا، خصوصًا مع تصاعد الصراعات في السودان وسوريا واليمن، مؤكدين أن تقليص الميزانية الإنسانية قد يفتح الباب أمام موجة جديدة من الهجرة غير النظامية نحو أوروبا.
وأكد جراندي أن الدعم الإنساني
ارسال الخبر الى: