ما المغزى من منح طارق عفاش رتبة عسكرية أعلى من رتبة رشاد العليمي

خاص – المساء برس|

في خطوة مثيرة للجدل حملت دلالات سياسية عميقة، أعلن – بشكل غير مباشر – عضو مجلس القيادة الرئاسي الموالي للتحالف، طارق محمد عبدالله صالح، قائد الفصائل الإماراتية في الساحل الغربي لليمن، ترقية نفسه من رتبة عميد إلى فريق ركن، وهي رتبة فخرية لا تمنح عادة إلا لرؤساء الدول، فيما لا يزال رئيس المجلس ذاته رشاد العليمي برتبة لواء.

وجاء الإعلان خلال زيارة وزير الدفاع في حكومة عدن، إلى مدينة المخا أمس الإثنين، حيث تم تنصيب طارق بالرتبة الجديدة، في خطوة اعتُبرت إشارة إماراتية واضحة لتهيئته كبديل محتمل للعليمي، خصوصاً في ظل النقاشات الدائرة حالياً حول مستقبل المجلس الرئاسي وإعادة هيكلته أو تدوير منصب الرئيس.

مراقبون سياسيون اعتبروا هذه التطورات أنها تعبر فيما يبدو عن انقلاب ناعم جديد داخل مجلس القيادة، إذ يُعد الثاني خلال أيام، بعد أن سبق لرئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، عيدروس الزبيدي، أن استقبل العليمي ونوابه في مدينة عدن بسلسلة قرارات أحادية عمّقت الانقسام، ودفعت الحلفاء إلى إعادة طرح ملف مصير المجلس الرئاسي، ونشوب خلاف وشجار بين الزبيدي وأعضاء بمجلس القيادة الرئاسي وصل حد اضطرار الزبيدي للهروب من عدن إلى الإمارات دون تنسيق مع أبوظبي وهو ما تسبب ببقاء طائرته في الأجواء العمانية قرابة ساعة واحدة قبل أن يتم السماح لها بدخول الأجواء الإماراتية قبل عدة أيام.

ويرى المراقبون إن دلالة الترقية التي حصل عليها طارق عفاش برتبة أعلى من رتبة رئيس المجلس نفسه تعني أكثر من مجرد استعراض شكلي، وتحمل رسالة سياسية مزدوجة: الأولى تأكيد الوصاية الإماراتية على المشهد العسكري والسياسي جنوب اليمن وتقديم طارق كخيار جاهز لقيادة المجلس، والثانية، إضعاف مكانة رشاد العليمي الذي بات محصوراً في دور شكلي، مع بقائه أغلب أشهر العام مقيماً في الرياض، بعيداً عن مناطق سيطرة الفصائل المسماة (قوات الشرعية).