المغربي خالد يشارك بإنقاذ العالقين بعد خسارة 11 من عائلته في الزلزال

43 مشاهدة
يتطلب الوصول من تارودانت إلى دوار قرية تجكالت في جنوب المغرب قطع مسافة تصل إلى 100 كيلومتر وسط الجبال عبر طرق وعرة مع الاقتراب من الدوار الذي ضربه الزلزال تظهر معالم الخراب والدمار التي خلفها إذ لم يستطع أي من المنازل الصمود في وجه الهزة الأرضية وتساقطت تباعا فوق رؤوس قاطنيها وجدنا بعض السيارات والشاحنات المحملة بالمساعدات الغذائية وسيارات إسعاف تخترق الدوار باتجاه دواوير أخرى بينما كان السكان منهمكين في توزيع المساعدات التي حصلوا عليها حدثنا أبناء المنطقة عن ليلة الزلزال وما عاشوه خلالها في ظل انهيار المباني وانقطاع الكهرباء مؤكدين استماتة شاب من أبناء المنطقة في انتشال العالقين تحت الركام على الرغم من مصرع عائلته كانت عزيمة الرجل في إنقاذ الضحايا كبيرة وواصل الإصرار على انتشال جيرانه من تحت الركام بعد لحظات من فقد أقاربه بحثنا عنه لسؤاله عما جرى فلم نعرف مكان تواجده لكننا قررنا انتظار قدومه بعد فترة ظهر الرجل من بعيد وتعرفنا إليه بمساعدة أحد سكان الدوار الذين كانوا برفقتنا وبدأنا في سماع قصته اسمه خالد ويبلغ عمره 40 سنة وهو أحد سكان دوار تجكالت بجماعة تافنكولت في تارودانت ولم يكن يتخيل أن حياته ستنقلب رأسا على عقب ويصبح وحيدا بعد أن كان محاطا بأقاربه فقد خالد 11 فردا من أسرته دفعة واحدة تحت ركام الزلزال ولم يستطع أن ينقذ أيا منهم بالكاد نجا من الموت حين خرج مهرولا من المنزل الذي تهاوى عند بداية الهزة الأرضية كشف خالد لـالعربي الجديد أنه فقد في الزلزال والديه المسنين وزوجته وابنتيه وشقيقته وشقيقه وزوجة شقيقه وثلاثة من أبنائهما وأن تلك الليلة ستبقى حاضرة في ذهنه وقد غيرت بالفعل مسار حياته يقول تلك الليلة لم تكن كباقي الليالي إذ اهتزت الأرض فجأة وبدأت المنازل في الانهيار أحمد الله أنني نجوت من الموت بحكم أنني كنت أتواجد فوق السطح حاولت مع ابني إنقاذ بناتي وزوجتي ووالدي من تحت الركام لكني لم أستطع فعل أي شيء لقد خطفهم الموت وتركوني أتجرع الألم يضيف الأربعيني المغربي الصدمة كانت قوية وكبيرة لكني لم أقف مكتوف الأيدي بل سارعت إلى تقديم المساعدة للأسر التي انهارت المنازل فوق رؤوسها وشرعت في إخراج عدد من العالقين من تحت الأنقاض كانت أسرتي قد توفيت وحزني كبيرا لكن لا يمكن ترك من لا يزالون أحياء تحت الركام لذا سارعت إلى إنقاذهم من الموت حتى لا تكون الكارثة مضاعفة اختار الله البعض ولا يمكننا تحدي القضاء والقدر كما لا يمكن الوقوف للتفرج على الأوضاع فبادرت إلى إنقاذ آخرين عالقين تحت ركام البنايات أنا شخص مؤمن بالقدر خيره وشره ووفاة أفراد أسرتي لم تشكل لي عقدة بل جعلتني أسارع إلى إنقاذ بقية أهل الدوار انتقلنا رفقة خالد صوب المنزل الذي كان يقطنه مع أفراد عائلته الذين فارقوا الحياة والذي تحول إلى أطلال يشير إلى المكان الذي كان يجلس فيه فوق السطح وأن ذلك ما حماه من سقوط السقف الإسمنتي فوق رأسه وإلا كان قد تم إحصاؤه ضمن الضحايا كانت زوجته وبناته في إحدى غرف البيت بينما والداه الطاعنان في السن في زاوية أخرى لكن لم يستطع أحد منهم الخروج بعد أن تهاوت أركان المنزل وسقط السقف فوق رؤوس الجميع بعد الزلزال وبعد استخراج الضحايا وإنقاذ العالقين شرع سكان الدوار في البحث تحت الأنقاض عن وثائق هوياتهم وممتلكاتهم ومن بينهم خالد الذي كان يساعدهم في ذلك ويؤكد أنه خلال عملية البحث تحت الركام عثر على رسالة تعود لإحدى بناته شكلت دعما له في تجاوز المحنة يقول الرسالة عنوانها الصبر وكأنها كانت تعلم مسبقا بوقوع الحادث المؤلم والشيء الذي يحفزني أكثر على الصبر على هذا المصاب الجلل هو تنفيذ تعليمات ديننا التي توصي بالصبر في مثل هذه المواقف يرى خالد أن الكارثة التي عاشها رفقة سكان المنطقة زادت قسوتها بسبب الأوضاع التي صاروا مجبرين على عيشها بعد انهيار منازلهم في الزلزال إذ أصبحوا من سكان الخيام وهم يتحسبون لحلول فصل الشتاء وبدء هطول الثلوج يشاطره نفس المخاوف سكان القرية فالهاجس الأكبر بات مواجهة برد الشتاء ومدى صمود الخيام في وجه الكوارث الطبيعية التي دمرت المباني وهم يناشدون السلطات التعجيل بإيجاد حلول لهم قبل دخول الشتاء يقول أحد سكان تجكالت نتحمل حاليا المبيت في هذه الخيم لأن ذلك أفضل من البقاء في العراء لكننا سنتضرر بشدة عند هطول الأمطار والثلوج ونطالب بتسريع الحلول التي تقينا من المطر والبرد

ارسال الخبر الى:

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2016- 2025 يمن فايب | تصميم سعد باصالح