المعمداني لا يستسلم آخر مستشفيات مدينة غزة

٤٢ مشاهدة
تزايدت الضغوط على المستشفى الأهلي العربي المعمداني الذي يتوسط البلدة القديمة في مدينة غزة والذي تعرض لمجزرة شهيرة ندد بها العالم في 17 أكتوبر تشرين الأول الماضي لكنه لا يزال يعمل رغم حرمانه من المقومات الأساسية وندرة الكوادر الطبية والوقود خرج المستشفى المعمداني عن الخدمة الثلاثاء الماضي بعد قصف محيطه وتهديد جيش الاحتلال له قبل أن يعود إلى العمل صباح الخميس ويستقبل أعدادا من الشهداء والجرحى والمرضى الذين ينظرون إلى المستشفى باعتباره الأمل الأخير في مدينة غزة بعد خروج مستشفيات المدينة عن الخدمة إذ بات أكبر مستشفيات مدينة غزة ويعمل ضمن دائرة خطر كبيرة خصوصا بعد مطالبة جيش الاحتلال لسكان عدد من المناطق مثل شارع عمر المختار الذي يعد أشهر شوارع القطاع بالإخلاء جنوبا إلى دير البلح أو خانيونس وخلال الأسبوع الأخير توقفت مراكز صحية عديدة في أحياء الدرج والتفاح والشجاعية عن العمل بعدما كانت تقوم بدور مساند لتخفيف الضغط عن المستشفى المعمداني الذي تحول إلى مستشفى مركزي بعد خروج مجمع الشفاء الطبي عن الخدمة في مارس آذار الماضي يعمل طبيب الطوارئ محمد نعيم في المستشفى المعمداني ويؤكد خطورة طبيعة العمل في ظل التهديدات المستمرة من طائرات الاحتلال واعتبار مدينة غزة منطقة حرب في ظل وجود ما يقارب 120 من الطواقم الطبية والفنيين في المستشفى الذي يغطي مدينة غزة بالكامل يوضح نعيم أن دخول الأدوية إلى مدينة غزة يواجه معوقات كبيرة من جانب الاحتلال الإسرائيلي وقد نفدت تقريبا الكميات المحدودة التي دخلت قبل العملية العسكرية على مدينة رفح في السادس من مايو أيار ما يجعل الطاقم الطبي يواجه أزمة حقيقية في المعدات والمستلزمات والأدوية إضافة إلى محدودية توفر الوقود ما يدفع في كثير من الأوقات إلى فصل الكهرباء عن بعض الأقسام والاكتفاء بتشغيل أقسام الطوارئ والعناية المركزة والولادة عاد المستشفى المعمداني إلى العمل صباح الخميس بعد يومين من التوقف يضيف في الأيام الأخيرة كثف الاحتلال تصعيده على مدينة غزة واستهدف أحياء متفرقة في المنطقتين الشرقية والغربية وحتى المحاذية للبلدة القديمة مثل حي الدرج ووصلت إصابات معقدة من بينها أشخاص متأثرون بقوة الانفجارات وحروق شديدة ما فاقم أزمة توفير الرعاية الصحية أحيانا تصلنا في وقت واحد أكثر من 50 إصابة وفي تلك الأوقات يزيد احتياجنا إلى المزيد من الطواقم الطبية لإنقاذ بعض الحالات خصوصا حين يصل أطفال مصابون أو رضع أو مسنون وفي بعض الأوقات لا يمكننا التعامل مع كل الحالات التي تصل إلى المستشفى يتابع نعيم أن هناك حاجة ماسة إلى مزيد من الطواقم الطبية وكذلك المزيد من المعدات والمستلزمات ونحتاج أيضا إلى الوقود والمستشفى تعرض كثيرا للتوقف ويتم عادة اللجوء إلى خطط الطوارئ لمواصلة العمل فنحن آخر المستشفيات الكبيرة في مدينة غزة التي تضم أقساما متكاملة لكننا نعيش ونعمل تحت الخطر ومهددون بالقصف والاقتحام في أي وقت فالمنطقة بالكامل مهددة ولدينا عائلات نخشى فقدها وأعداد كبيرة من الطواقم فقدت خلال الأيام الأخيرة أفرادا من أسرها لكنها تواصل العمل رغم مشاعر الحزن والفقد ويوجد عدد قليل من عائلات أفراد الطواقم الطبية العاملة في المستشفى كنازحين في خيام بساحتها من بين هؤلاء الممرض أحمد الحصري والذي يتابع الحالات المرضية على مدار الساعة ومن بينهم والده المصاب بكسور في القدمين والذي يعالج على فراش خارج المستشفى وهو لا يستطيع الحركة ويرافقه ابنه الأصغر بينما باقي أفراد العائلة نازحون إلى مخيم دير البلح في وسط القطاع يقول الحصري لـالعربي الجديد يمر المستشفى حاليا بمرحلة تعد أصعب من أي وقت مضى فالتهديد يقترب أكثر فأكثر وقد أصبح المستشفى الكبير الأخير في مدينة غزة وتصله عشرات الإصابات يوميا والكثير منها يكون كسورا أو حروقا وبعضهم يحتاج إلى إجراء عمليات جراحية عاجلة بينما عدد الطواقم الطبية محدود والجميع منهك بشدة وعادة ما ينامون لساعات قليلة حتى يتمكنوا من مواصلة العمل يضيف هناك حالات تتطلب التدخل العاجل أو عمليات جراحية وبعض هؤلاء يتوفون في غرف العمليات أو على الأسرة إذ لا يمكن إنقاذ الجميع دائما ونعيش في حالة خوف دائم من فقدان مزيد من الأرواح وبعض الشهداء شبان وحيدون لا يجدون من يدفنهم فمعظم أفراد أسرهم نزحوا إلى المنطقة الجنوبية ويعتبر مستشفى الأهلي العربي المعمداني أحد أقدم مستشفيات قطاع غزة وقد تأسس في عام 1882 تديره الكنيسة الأسقفية الأنجليكانية في القدس وقبل بدء العدوان على قطاع غزة كان يضم 80 سريرا موزعة على أقسام الطوارئ والجراحة العامة وجراحة العظام والولادة والحروق وعيادات خارجية ويوفر خدمات التصوير الإشعاعي وصيدلية ومختبرا وخدمات العلاج الطبيعي وحاليا يبلغ عدد الأسرة 150 سريرا لكنها لا تكفي لتغطية الخدمات الطبية المتزايدة في مدينة غزة التي تقع بالكامل تحت القصف الإسرائيلي لكن أفراد الطواقم الطبية يواصلون تأدية رسالتهم الإنسانية رغم كل الظروف وأعلن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة الخميس الماضي إعادة تشغيل المستشفى المعمداني بعد يومين من خروجه عن الخدمة وتشغيل مستشفى الخدمة العامة الذي خرج عن الخدمة لمدة خمسة أيام ويقوم مستشفى الخدمة العامة بدور مساند في ظل العجز الكبير القائم في أعداد الأسرة وقدرات الرعاية الطبية كما تجرى فيه بعض العمليات الجراحية ومنها عمليات معقدة رغم أنه أقرب إلى عيادة صحية ورغم أن المستشفى المعمداني يقع في منطقة شديدة الخطورة ومعرض للتهديدات الإسرائيلية المتواصلة ضمن مساعي إفراغ مدينة غزة إلا أنه لا يزال يضم بداخله عددا من النازحين الذين وضعوا خيامهم في وسط الساحة التي تعرضت لمجزرة في أول أشهر العدوان يتخوف عدد من النازحين من الخروج من الخيام في ظل القصف العشوائي وكذلك التوغل الإسرائيلي خلال الأيام الأخيرة قبل الانسحاب الجزئي من حي الشجاعية وكذلك من المنازل الواقعة جنوب المستشفى والتي غادرها سكانها للاحتماء بالمستشفى خصوصا بعد أن جهاز الدفاع المدني أعلن أنه انتشل قرابة 60 جثمانا لشهداء كانت ملقاة على الأرض في منطقة الصناعة وحي تل الهوا يقول النازح محمد أبو السعود 37 سنة إن معظم الموجودين في المستشفى من النازحين هم من عائلات الجرحى والمصابين ومن أصحاب الأمراض المزمنة والمسنين وجرحى سابقون لا يزالون بحاجة إلى علاج وجميعهم يشعرون بتخوف كبير من إجبارهم على النزوح من جديد رغم أنهم يعيشون في خيام مهترئة ومعرضون للموت البطيء ويتعذبون للحصول على الخدمات الأساسية يرافق أبو السعود والدته الستينية التي أصيبت في قصف إسرائيلي على حي الدرج خلال الشهر الماضي وهي تتلقى علاجا نتيجة جروح خطيرة تعرضت لها ولا يستجيب جسدها سريعا للعلاج وتعاني بسبب انتشار الالتهابات في ساقيها فضلا عن كونها من أصحاب الأمراض المزمنة بينما نزحت بقية أفراد الأسرة جنوبا يقول أبو السعود لـالعربي الجديد تعالج والدتي وعدد من أفراد أسرتي في المستشفى الذي بات الأمل الأخير لهم خرج المستشفى عن الخدمة أخيرا نظرا لانقطاع التيار الكهربائي لكن ظلت الطواقم الطبية تقدم الخدمات المتاحة المستشفى مكتظ بالمصابين وكثير منهم يعالجون على الأرض وفي كل ساعة يصل مصابون جدد هناك حالات حرجة تواجه الموت بسبب نقص اللوازم والأدوات الطبية ويضطر الأطباء والممرضون لمنح المرضى الأدوية المتاحة وبعضها لا يفيدهم بالمرة فقد نفدت معظم الأدوية جميع النازحين يواجهون الجوع والعطش ويشعرون بالخوف أكثر من أي وقت مضى والحركة في محيط المستشفى محدودة للغاية خشية استهداف الاحتلال لكل ما يتحرك وقد حصل هذا مع كثير من المدنيين الأبرياء

أرسل هذا الخبر لأصدقائك على

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2024 يمن فايب | تصميم سعد باصالح