المعدن الأصفر ملاذ آمن للسوريين وسط الأزمات الاقتصادية
وجد السوريون في الذهب ملاذاً آمناً لحماية مدّخراتهم من التقلّبات الحادة، وسط تواصل الأزمات الاقتصادية والسياسية وتداعياتها على معيشتهم. وتدافع آلاف السوريين نحو حيازة المعدن الأصفر في الأيام الماضية مع حدوث قفزات في سعره محليا وعالميا. ومع بقاء التضخم عند مستويات عالية وانخفاض قيمة العملة المحلية الليرة، يظل الذهب الخيار الأكثر موثوقية للمواطن الذي يهرول بحثا عن أداة شبه مضمونة.
وفي هذا السياق، يؤكد عضو نقابة الصاغة في دمشق محمد أمين السيد، في تصريح لـالعربي الجديد، أن الذهب يُعد خياراً موثوقاً مقارنة بالعملات، إذ يحافظ على قيمته نسبياً، ويشكل أداةً رئيسية لدعم الاقتصاد الوطني وحماية المدّخرات من التقلبات المالية.
ويضيف أن توفر احتياطي قوي من الذهب يسهم في ضبط سعر الصرف، ويحدُّ من تأثير التضخم على القدرة الشرائية للمواطنين، كما يشير إلى أن الحكومات تعتمد على تخزين الذهب تحوّطاً ضد الأزمات غير المتوقعة، إلى جانب التعاون الدولي لضمان استقرار الأسواق. ولفت إلى أنه رغم التحديات التي تواجه احتياطي الذهب بسبب التقلبات الاقتصادية العالمية، فإنه لا يزال يشكل ركيزة أساسية لدعم الاستقرار المالي، وجذب الاستثمارات الأجنبية، إذ يعكس حجمُ الاحتياطي قوةَ الاقتصاد الوطني، ما يعزّز ثقة المستثمرين الدوليين.
/> اقتصاد عربي التحديثات الحيةتركيا تفتح الحدود أمام السيارات السورية لزيادة التبادل التجاري
وشهد احتياطي الذهب السوري تغييرات كبيرة خلال العقود الماضية، إذ بلغ عام 2000 نحو 25 طناً، وارتفع إلى 30 طناً في 2010، إلّا أن الحرب والأحداث السياسية والاقتصادية التي شهدتها البلاد بعد اندلاع الثورة عام 2011 أدت إلى تراجع الاحتياطي، ليصل في عام 2014 إلى 15 طناً فحسب، ومع محاولات الحكومة لاستعادة الاستقرار المالي، ارتفع الاحتياطي تدريجياً ليصل إلى 26 طناً في عام 2024، وفق تقديرات رسمية.
على الصعيد العالمي، ارتفع سعر الأونصة الذهبية ليلامس 3500 دولار، بينما تجاوز في السوق السورية حاجز 40 مليون ليرة (الدولار = نحو 11200 ليرة)، ويعزو الخبراء هذا الارتفاع إلى عوامل عدّة، أبرزها التوترات السياسية الدولية وسياسات الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ما دفع
ارسال الخبر الى: