المعاملات الرقمية تغير عادات الاستهلاك في ليبيا
في أحد أحياء العاصمة الليبية طرابلس، يشرح سائق سيارة الأجرة عز الدين عمار كيف تغيّرت حياته اليومية مع اتساع رقعة التعاملات الرقمية في ليبيا. يقول لـالعربي الجديد، وهو يتفقد تطبيق الدفع على هاتفه: في ظل أزمة السيولة النقدية، أصبح الدفع الإلكتروني خيارًا لا مفر منه.
المسافر غالبًا لا يملك النقود، والتعامل الرقمي يخفف عليه، كما يضمن لي دخلًا في سوق يشهد ركودًا متزايدًا. التغيير لم يقتصر على النقل، ففي سوق الحوت، أكبر أسواق الأسماك في وسط طرابلس، يؤكد البائع رياض عريبي لـالعربي الجديد، أن الزبائن أصبحوا أكثر إقبالًا على الشراء منذ بدء الاعتماد على البطاقات المصرفية.
يقول بابتسامة وهو يضع الأسماك في كيس بلاستيكي: حين تتوفر البطاقة، الزبون يشتري أكثر. النقص في الكاش كان يعيق حركة البيع، أما الآن فالوضع أفضل بكثير. ويبتسم السبعيني الطاهر كفالة وهو يخرج بطاقته المصرفية من جيبه قائلًا لـالعربي الجديد: البطاقة أصبحت تقضي لي شؤوني، خفيفة الوزن وسهلة الاستخدام، لكن المشكلة أن البنية التحتية ضعيفة جدًا، ففي كثير من المحال التجارية تتوقف المنظومة ولا تعمل.
/> طاقة التحديثات الحيةليبيا تبدأ مرحلة من التنقيب النفطي لتعزيز احتياطياتها
وعلى بعد كيلومترات، في سوق خضروات بمدينة جنزور، غرب العاصمة، يروي البائع خالد الباروني تجربته قائلًا لـالعربي الجديد: أتعامل يوميًا بالبطاقة المصرفية، وقد غيّرت عادات الليبيين الذين لم يكونوا يحبذون سوى التعامل النقدي. اليوم أصبح كل شيء بالبطاقة، باستثناء محطات الوقود والمخابز التي ما زالت تعتمد على الدفع النقدي.
وفي السياق ذاته، أظهرت بيانات مصرف ليبيا المركزي طفرة لافتة في حجم ونطاق استخدام خدمات الدفع والتحويل الإلكتروني خلال الفترة الماضية. ويقول المصرفي معتز هويدي لـالعربي الجديد: هذه القفزة في المدفوعات الرقمية ساهمت في حل أزمة حقيقية للمواطنين مع النقص المستمر في الكاش، بينما يرى أسعد الشلبي، وهو بائع صغير في أطراف جنوب طرابلس، أن التحويلات الرقمية أصبحت الخيار الوحيد أمام كثيرين في القرى والأحياء الطرفية.
لكن المحلل الاقتصادي طارق الصرماني يحذر من أن التحول السريع نحو الرقمنة يجري
ارسال الخبر الى: