المضو قرية على حدود التاريخ ومطالب التنمية

39 مشاهدة


في أقصى الشمال الغربي من مديرية الشعيب بمحافظة الضالع، وعلى تخوم التماس التاريخي بين الجنوب والشمال، تتربع بلدة “المضو”، القرية التي لطالما شكلت بوابة نضالية وحدودية وممراً للقوافل ومحطات الثوار… واليوم، رغم ما تحمله من إرث كبير، ما تزال تنتظر التنمية التي طال غيابها.
قرية بين الجبال والتاريخ
“المضو”، كما يعرفها أبناؤها، ليست مجرد قرية جبلية يتجاوز عدد سكانها 3000 نسمة، بل ذاكرة وطنية وموقع جغرافي استراتيجي تحدّه جبال شاهقة؛ جبل العوابل من الجنوب، جبل أشمان شرقًا، وجبال المكسر والكومل من الغرب. في قلبها تنتصب شواهد تاريخية على الاتفاقية الأنجلو-تركية عام 1902، التي رسّمت الحدود آنذاك، ومنها نصب بلس وتبة جثام.
أصل التسمية: بين القوافل والعزم
تتنوع الروايات حول اسم “المضو”. بعض كبار السن يرون أن التسمية مشتقة من الفعل “مضى”، لما يدل على الشدة والعزيمة، بينما يرى آخرون أن الاسم ارتبط بالقوافل التي كانت تمر عبرها، وحين يُسأل عنها يُقال: “مضوا”… هكذا ارتبط الاسم بالتاريخ والترحال.
إرث نضالي لا ينضب
يقول الحاج حسين صالح، أحد وجهاء المنطقة:
“المضو لم تسقط في يد الاحتلال عام 1994 مثل غيرها… قاومت حتى آخر لحظة، ودفعت العشرات من الشهداء، لكنها بقيت صامدة”.
فمنذ ثورة 14 أكتوبر، مرورا بحرب 94، إلى معارك المقاومة الجنوبية، كانت “المضو” حاضرة برجالها ونسائها، وقدّمت أسماء بارزة مثل الشهيد فضل السميحي، مقبل ناصر، مصلح قحطان، ومئات غيرهم ممن يصعب حصرهم في قائمة واحدة.
صوت الناس… وغياب التنمية
رغم هذا الإرث، تعاني “المضو” من غياب الخدمات الأساسية. في استطلاع أجريناه مع عدد من الأهالي والمسؤولين المحليين، أجمع الكل على أن التنمية غائبة تمامًا.

طاهر بن طاهر الشعيبي، وكيل محافظة الضالع لشؤون التجارة والصناعة وأحد أبناء المضو، تحدث بمرارة قائلاً:
“مدارسنا مكتظة، نحتاج لتسعة فصول للبنات وثلاثة للثانوية. لا توجد إذاعات مدرسية، ولا حتى مظلات تقي الطلاب من حر الشمس. الطريق المؤدي للمدارس ترابي وصعب لا يتجاوز طوله 50 مترًا لكنه يمنع دخول السيارات!”.

مشروع طريق منذ 2010… لم يرَ النور

ارسال الخبر الى:

ورد هذا الخبر في موقع العاصفه نيوز لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2016- 2025 يمن فايب | تصميم سعد باصالح