المستشار حسين الحبيشي أستاذ القانون وعالم الاقتصاد

56 مشاهدة

الذكريات صدى السنين الحاكي، قد تغسلها أمواج الأحداث، ولكنها تظل في صدفات ساحل الحياة كامنة في الوجدان، معرضة للمد التاريخي، ليست هي بتاريخ، ولكنها تكشف بين سطورها عن الكثير من خبايا النفس ومن حقائق التاريخ.
هكذا يفتتح المستشار حسين الحبيشي فصول تذكراته، في سيرته الذاتية التي خطه قلمه، بشيء من رزانة الحكيم، وتأملات المجرب. مذكراته التي جمعت بين الفكر والتاريخ والسياسة والفلسفة على نحو نادر من بين كل المذكرات.
المستشار حسين علي مهدي الحبيشي من مواليد حي الفيحاء بالشيخ عثمان، محافظة عدن في العام 1928م، انتقل جده مهدي من العدين في إب إلى عدن، بعد أن انتقل الأجداد الأوائل من خولان إلى إب. وهذه هي حياة اليمني في الواقع، هجرة وترحال، بحثا عن الرزق والاستقرار.
ورث والدُه مهنة التجارة عن والده مع الأتراك العثمانيين فيما بين عدن ولحج وتعز وإب، تاجرا للمواشي والدواجن والبيض، ثم تاجر جملة في مجال الأسماك، وقد ساعد والده صغيرا في عمله هذا، مع تشبثه بالتعليم، رغم محاولة الوالد استمالته للعمل، أما والدته فقد شجعته على التعليم كثيرا، وساعدته بما تيسر لها من المبالغ الزهيدة لشراء ما يحتاجه من دفاتر وأقلام. وكما يشير في مذكراته فقد كان يعتقد في طفولته بأن التعليم هو الذي سينقذه من الفقر والحاجة.
نشأ في هذا الحي كأي طفل في تلك الفترة حياة بسيطة بما تيسر من متطلبات الحياة الشحيحة. عشق منظر البحر من طفولته الأولى صغيرا، فعشق معالم البحار وعلومَها، وحضر مؤتمراتها بعد ذلك كبيرًا، حتى أصبح خبيرا بشؤون البحار، وفيه ألف موسوعته العلمية عن البحر الأحمر، والتي تعتبر مرجعية أكاديمية للباحثين اليوم.
في عدن تفتح وعيه صغيرا أيضا على تلك الفسيفساء المتنوعة من مختلف الأعراق والأجناس والأمم المتواجدة من بريطانيين وهنود وأتراك وأوروبيين وعرب، وغيرهم، وعلى مختلف الديانات أيضا، مسلمين، مسيحيين، يهود، هندوس، فرس، بمعابدهم وكنائسهم ومساجدهم، وعلى مختلف المكتبات الخاصة والعامة المتنوعة داخل عدن، أكسبه هذا التنوع ثقافة واسعة وتقبلا بالآخر أي كان.
التحق صغيرا بـالمعلامة الكتاب الملحق

أرسل هذا الخبر لأصدقائك على

ورد هذا الخبر في موقع المشهد اليمني لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2025 يمن فايب | تصميم سعد باصالح