المدينة الإنسانية في رفح هروب سياسي وتقويض للمفاوضات
متابعات خاصة- المساء برس|
يسوق العدو الإسرائيلي لما يسمى بالمدينة الإنسانية في رفح يدخل اليها النازحون بعد فحصهم امنيا ويشرف عليها جيش الاحتلال وتتسع لعدد يتراوح ما بين ٣٥٠ الف إلى ٦٠٠ الف نسمة.
هذا المشروع لا يبدو أنه مجرد مشروع إغاثي كما تقدم ملامحه في الخطاب العلني، بل تكشف التصريحات والتحذيرات المرافقة له أنه أقرب إلى مناورة تفاوضية، غايتها الإفلات من التزامات محتملة وتضييق هامش التفاهم مع حركة حماس.
ونقلت القناة 12 الإسرائيلية أن الجيش الإسرائيلي وجه تحذيرا للمستوى السياسي من أن الشروع في هذا المشروع سيفسر من قبل المقاومة الفلسطينية على أنه مسار غير صادق، يمهد لصفقة مجتزأة يليها استئناف الحرب.
كما قالت القناة إن هذا الفهم يقوّض أساس الضمانات الأميركية التي تقدم كركيزة في مفاوضات الدوحة.
بمعنى آخر، المشروع الذي استخدم كواجهة إنسانية، تحول إلى عقدة تفاوضية جعلها الاحتلال عقبة أمام المفاوضات، فبدلا من أن يسهل مسار الحل، أصبح هذا الطرح الإسرائيلي وسيلة ضغط جديدة تشكك في النوايا وتحاصر المبادرة من أصلها.
المواقف الصادرة عن الجانب الإسرائيلي تؤكد أن البناء الكامل للمدينة سيستغرق شهورا، ما يخلق فجوة زمنية تستخدم سياسيا للتهرب من تقديم أي ضمانات ملزمة، بينما تبقى المقاومة عاجزة عن القبول بهذه الخطوة في ظل غياب التفاهمات الحقيقية.
قناة “كان” أشارت إلى أن اجتماع الكابينت الأمني سيتناول طرحا يتيح بقاء القوات الإسرائيلية داخل رفح خلال الهدنة، وهو ما ترفضه حماس بشكل قاطع، وتعتبره تهديدا مباشرا لأي صفقة مرتقبة.
أما محور موراغ، فيضيف تعقيدا إضافيا، إذ يصر الاحتلال على استمرار توزيع المساعدات عبر شركة أميركية، ما يزيد من الحساسيات على الأرض ويعزز شعور المقاومة بأن ما يعرض عليها ليس سوى سلسلة تنازلات من طرف واحد.
وبهذا، يتضح أن المدينة الإنسانية ليست سوى ستار سياسي لهروب الاحتلال من التفاوض الحقيقي، وأنها تحولت من فكرة إغاثية إلى نقطة استفزاز وإخلال بالمصداقية، لا يمكن لحماس أو أي طرف مقاوم أن يقبلها تحت هذه الشروط.
ارسال الخبر الى: