متابعات..|

كشف ، في تحليل أعدّه الخبير فرناندو كرفخال -العضو السابق في لجنة الخبراء التابعة للأمم المتحدة المعنية باليمن- أن مجلس القيادة الرئاسي اليمني يعيش حالة من الشلل السياسي والانقسامات الحادة، في ظل غياب أي إصلاح فعلي وتراجع الاهتمام الدولي بملفه.

وأوضح التحليل أن تجاهل المجلس خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة الأخيرة في نيويورك يعكس تراجع أهميته في الحسابات الإقليمية والدولية، مشيرًا إلى أن غياب الإصلاحات الجوهرية أبقى اليمن في دائرة الجمود السياسي، بينما تتفاقم معاناة ملايين اليمنيين بسبب انقطاع الرواتب وانهيار الخدمات الأساسية.

وأضاف كرفخال أن أعضاء المجلس الرئاسي باتوا منشغلين بصراعات البقاء السياسي والاقتصادي في مناطق نفوذهم، في وقت يواصل فيه أنصار الله (الحوثيون) إحكام قبضتهم على العاصمة صنعاء. وأكد أن الانقسامات المتزايدة تُضعف قدرة المجلس على لعب أي دور موحّد أو استعادة العاصمة.

وأشار إلى أن ضعف الإطار الدستوري زاد من هشاشة المجلس، إذ يفتقر رئيسه رشاد العليمي ومعه الأعضاء السبعة (عيدروس الزبيدي، طارق صالح، سلطان العرادة، عبد الله العليمي باوزير، عبد الرحمن أبو زرعة المحرمي، عثمان مجلي، وفرج البحسني) إلى سلطة قانونية فاعلة؛ ما جعل كل طرف يسعى لحماية نفوذه باعتباره أولوية قصوى.

ويرى التحليل أن فشل المجلس في معالجة الأزمة الاقتصادية يعكس عجزه عن تلبية احتياجات السكان في المناطق الخاضعة له، إلى جانب غياب الإرادة السياسية للمخاطرة من أجل تخفيف معاناة المواطنين.

ولفت المركز إلى أن المقترحات البديلة المطروحة لا تقدم حلولًا لجذور الأزمة اليمنية، بينما تتراجع احتمالات تدخل غربي مباشر بسبب انشغال العواصم الأوروبية بأزماتها الداخلية. في المقابل، يتجنب جيران اليمن أية خطوات قد تزعزع الوضع الراهن خشية ردود حكومة صنعاء وتهديداتها باستهداف أراضيهم.

وختم التحليل بالقول إن استمرار المجلس الرئاسي في حالته الراهنة يعني بقاء اليمن في دائرة الصراع السياسي والانهيار الاقتصادي، دون أفق واضح لحلّ شامل أو سلطة قادرة على فرض الاستقرار.