المجلس الانتقالي الجنوبي سفينة نجاة المشروع الوطني وإعادة تشكيل هندسة الوجود والهوية الجنوبية

بقلم/ د. أمين العلياني
لم تكن الأقدار الجغرافية، ولا تقلبات التاريخ، لتسمح لقضية شعب الجنوب أن تظل أسيرة صمت مطالب المظلومية، أو رهينة خطاب الشكوى والاستجداء من التهميش والإقصاء والاحتلال والاستلاب، بل لقد انبلج فجرٌ جديد، حمل معه مشروعًا وطنيًّا تجسّد في كيانٍ نهض من بين ركام الحروب وتمزق المكونات حتى وحدّها وصهرها في سياق مشروع جنوبي وطني جامع وكبير، ليكون سفينة النجاة التي تعيد لشعب الجنوب كرامته المسلوبة، وإرادته المصادرة وعدالة قضية شعبه المنهوبة والمحتلة من قبل قوى الاحتلال اليمني بمختلف توجهاته الأيديولوجية والسياسية والحزبية.
إنه المجلس الانتقالي الجنوبي، الذي لم يعد مجرد عنوان على خارطة السياسة، بل تحوّل إلى تحولٍ جيوسياسيٍ ضاربٍ في العمق، وإلى معادلة قوةٍ لا تُغفل على الأرض وانتصار سياسي لعدالة قضية شعب كان ذات يوم دولة كاملة السيادة على حدود ما قبل عام 1990م.
لقد مثّل المجلس الانتقالي الجنوبي، في مسار الحل المتعرج، نقلةً سياسيةً نوعية، انتقل فيها من صوتٍ يطالب بمطالب مشروعة، إلى فاعلٍ رئيس يفرض وجوده وشرعيته التاريخية والواقعية على طاولة المفاوضات التي يديرها المجتمعان الإقليمي والدولي حتى جعل الحديث عن قضية شعب الجنوب لم يعد هامشيًّا أو عاطفيًّا، بل صار حديثًا عن دولة ذات سيادة وهوية جنوبية يجب أن تنال حقها في الاعتراف السياسي والاجتماعي والثقافي والاقتصادي والهوياتي على حدود جغرافية معروفة لتكون دولة الجنوب هي معادلة المستقبل للاستقرار الإقليمي والدولي.
لقد أدرك المجلس الانتقالي الجنوبي أن العدالة لا تُوهب، بل تُنتزع بقوة الحق وصدق الإرادة، فشقّ طريقه في أروقة الدبلوماسية العالمية بقيادة الرئيس عيدروس الزبيدي بعزيمة لا تعرف التردد، محوّلاً قضية شعبه العادلة من ملفٍ مغلقٍ في أدراج التاريخ، إلى قضيةٍ حيةٍ تفرض نفسها على أجندة الإقليم والعالم.
ولم تكن هذه المكانة السياسية لترى النور، لولا رصيدٌ أمني وعسكري مشهود، شكّل الدرع الواقي للجنوب، والبوابة التي حميت الجزيرة العربية من تمدد المشاريع الظلامية التي ترعاها إيران ومن معها فيما يسمى محور المقاومة.
لقد وقف الجيش الجنوبي وأمنه، بقيادة المجلس ورئيسه
ارسال الخبر الى: