بدء لقاء المائدة المستديرة بين تبون وقادة الأحزاب الجزائرية
٥١ مشاهدة
بدأ اللقاء الموسع الذي يجمع الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون مع قادة الأحزاب الجزائرية السياسية الممثلة في المجالس الوطنية والمحلية المنتخبة ويعتبر اللقاء مع قادة الأحزاب الجزائرية الذي بدأ اليوم الثلاثاء هو الأول من نوعه منذ تولي تبون السلطة في 2019 بعد سلسلة من اللقاءات المنفردة ويهدف إلى مناقشة قضايا ومسائل سياسية محلية وإقليمية ويأتي عشية استدعاء الرئيس الجزائري في الثامن من يونيو حزيران المقبل الهيئة الناخبة لإجراء الانتخابات الرئاسية المقررة في السابع من سبتمبر أيلول المقبل وبعد تأخر دام عامين جرى عقد اللقاء بين الرئيس الجزائري والأحزاب الجزائرية الممثلة في المجالس المنتخبة وفي 16 مايو أيار 2022 أعلن تبون في لقائه الجالية الجزائرية المقيمة في تركيا خلال زيارته إلى أنقرة عزمه عقد لقاء موسع مع قادة الأحزاب السياسية لكن هذا اللقاء تأخر في ظل تغير السياقات السياسية قبل أن يقرر تبون عقده اليوم عشية بدء المسار الانتخابي للرئاسيات المقبلة واختار أن يلتقي قادة الأحزاب حول مائدة مستديرة ويجري اللقاء بحضور رئيس الحكومة نذير العرباوي ونقل التلفزيون الرسمي حصرا صورا أولى لبداية اللقاء في حين لم يسمح للصحافة بالتغطية وضم وفد كل حزب سياسي ثلاثة أعضاء رئيس الحزب وعضوين لقاء تبون وقادة الأحزاب الجزائرية جملة أفكار وقال مسؤول سياسي مشارك في اللقاء رفض الكشف عن هويته لـالعربي الجديد إنه جرى تنسيق بين بعض الأحزاب المشاركة في اللقاء بشأن التوافق على جملة أفكار يتم طرحها خلال اللقاء مع الرئيس تبون وأشار إلى أن ذلك يأتي بالإضافة إلى طرح المسائل المرتبطة بالتحديات التي تواجهها البلاد محليا والسياقات الإقليمية ومسألة الانتخابات الرئاسية المقبلة كما سيجري نقاش بحسب المسؤول بشأن قانون الأحزاب الذي تستعد الحكومة لإصداره وترفض غالبية الأحزاب صيغته التمهيدية بسبب قيود على العمل الحزبي وتدخل الإدارة في قضايا نظامية تخص الحزب السياسي ومشروع تعديلات القانون الانتخابي خاصة في ظل حديث عن إمكانية محتملة لإجراء انتخابات برلمانية ومحلية مبكرة عن موعدها العام القادم وسيجري أيضا طرح أفكار بشأن مسائل اتخاذ خطوات تخص تعزيز الحريات وإعادة الاعتبار إلى الممارسة السياسية ورفع التضييق على وسائل الإعلام بحسب المصدر ذاته ويأتي لقاء الرئيس بالأحزاب في سياق محلي يتسم بالتحضير للانتخابات الرئاسية المقبلة وضمن سياق إقليمي يتسم بتوترات حادة في الجوار والساحل ويرسخ من جانب آخر سياسة انفتاح وحوار أبداها الرئيس تبون منذ تسلمه السلطة في ديسمبر كانون الأول 2019 تجاه القوى والأحزاب السياسية بما فيها القوى المعارضة التي تتبنى مواقف حادة ضد سياساته كجبهة القوى الاشتراكية وحزب العمال وحركة مجتمع السلم وأجرى تبون قبل لقاء اليوم أكثر من 37 لقاء منفردا مع قادة الأحزاب السياسية في محطات ومناسبات سياسية مختلفة إضافة إلى استقباله عددا آخر من الشخصيات السياسية المستقلة ولم توجه الرئاسة الدعوة إلى أحزاب سياسية نشطة لكنها لا تحوز منتخبين عنها في البرلمان أو المجالس المحلية سواء لكونها قاطعت الانتخابات النيابية والمحلية السابقة أو لأنها أخفقت في الحصول على مقاعد وأكد رئيس حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية عثمان معزوز لـالعربي الجديد أن الرئاسة لم توجه الدعوة إلى حزبه بمبرر أنه لا يحوز تمثيلا في المجالس المنتخبة لكنه يعتبر أن هذا مؤشر على إقصائية سياسية في ظرفية وطنية من حياة الأمة والبلد كانت تستدعي الدعوة إلى حوار وطني مفتوح وشفاف ومسؤول ويؤكد معزوز أن غياب أي نقاش حول اللقاء مؤشر غير إيجابي على طبيعة المشهد السياسي الذي فرضته السلطة وعدم قيام الأحزاب السياسية بدورها باطلاع الرأي العام على أية خطوات تتم تخص المسائل والقضايا الوطنية وذات الصلة بالتحديات التي تواجهها البلاد وكان الرئيس الجزائري قد وجه في 11 مايو الماضي دعوة إلى أكثر من 30 حزبا سياسيا تحوز تمثيلا في المجالس الوطنية والمحلية المنتخبة للمشاركة في لقاء تشاوري لاستعراض مختلف القضايا المتعلقة بالشأن العام الوطني ولا سيما على ضوء الاستحقاقات السياسية الهامة المقبلة فضلا عن الأوضاع الإقليمية والدولية الراهنة اللقاء الأول الموسع مع قادة الأحزاب الجزائرية منذ 1998 وأبقت الرئاسة جدول الأعمال مفتوحا للأفكار وقابلا للإثراء ويعد لقاء الرئيس تبون مع قادة الأحزاب الجزائرية السياسية الأول من نوعه في الجزائر منذ آخر لقاء مماثل كان عقده الرئيس الأسبق ليامين زروال مع قادة الأحزاب في أكتوبر تشرين الأول 1998 ويسبق هذا اللقاء بأيام قليلة اجتماعات المجالس المركزية لعدد من الأحزاب السياسية التي ستقرر موقفها من الانتخابات الرئاسية مثل حركة مجتمع السلم وجبهة القوى الاشتراكية وحركة البناء الوطني وصوت الشعب وجيل جديد ويتوقع مراقبون أن تحدث مخرجات اللقاء تأثيرا على هذه الاجتماعات وحسم الموقف في ما يخص هذه الأحزاب وقال المحلل السياسي توفيق بوقاعدة في تصريح لـالعربي الجديد إن توقيت لقاء الرئيس بالأحزاب يجعله مرتبطا بالسياق الانتخابي وقد يكون لمخرجاته والنقاشات التي تتم خلاله تأثير محتمل على مواقف بعض الأحزاب والقوى السياسية باتجاه دعم الرئيس عبد المجيد تبون لولاية رئاسية ثانية في انتخابات أيلول المقبل ونبه بوقاعدة إلى أن هذا اللقاء يأتي قبل حسم الأحزاب لموقفها وغالبيتها ليس في مقدورها تقديم مرشح قادر على منافسة الرئيس تبون ما يعني أنها قد تكون مضطرة إلى إعادة تقدير موقفها