الليل في القلب لناتاشا آبانا الرواية في مواجهة قتل النساء

15 مشاهدة

تتصالح الكاتبة الفرنسية من أصول موريشيوسية ناتاشا آبّانا في روايتها الليل في القلب مع فكرة استحالة الرواية، بما هي استحالة الإحاطة بالحقيقة كاملة من جهة، وبما هي استحالة الحفاظ على بناء روائي كلاسيكي أو محدّد يحصر اهتمامنا نحن القرّاء في الجانب الفني على حساب وقائع الفيمنيسيد (قتل النساء) التي تريد الكاتبة أن ترويها في كتابها الثاني عشر.

إن الليل في القلب (منشورات غاليمار، 2025) أشبه بمتاهة، تُفضي فيها الأبواب بعضها إلى بعض، وتتكرر فيها الوجوه، ولا سيما وجوه الجلادين الثلاثة الذين تركوا وراءهم ثلاث ضحايا من النساء. إحداهن هي الكاتبة ناتاشا نفسها، أو لنقل الضحية/الناجية الوحيدة التي بقيت لتشهد، والاثنتان الأخريان قضيتا بيد مَن يُفترض أنه الزوج، لكنه لم يكن في الحقيقة سوى قاتل، كما تسميه بلا مواربة أمّ إحداهما.

ثلاث نساء وثلاثة جلادين

الضحية الأولى هي إيما، وهي قريبة ناتاشا التي قتلها زوجها دعساً بسيارته وسط الشارع في ديسمبر/كانون الأول من العام 2000. والثانية هي شاهيناز داوود، التي لم تعقد ناتاشا معها صلة روحية وكتابية إلا حين قرأت عن مقتلها في مايو/أيار 2021 في فرنسا، بعد أن أضرم زوجها النار في جسدها وسط الشارع أيضاً. قبلها بسنوات، وتحديداً في عام 1998، كادت الكاتبة تفقد حياتها على يد رفيقها الشاعر الذي عاشت معه قصة حبّ مبكرة ومسمومة منذ كانت في السابعة عشرة تقريباً، تعرّضت خلالها لضروب من العنف النفسي والجسدي، الذي لا يتماشى تماماً مع صورة شاعر ومثقف. بلغ العنف أوجه يوم هربت ناتاشا إلى الشارع ركضاً، ليلحق بها (ه.س) بسيارته. في تلك اللحظة، كان هناك الليل الطويل الذي يُثقل القلب أولاً، وكان هناك الموت الرابض، لكن الكاتبة نجت بمعجزة.

ثلاث نساء، وثلاث جرائم، وعنف واحد يعبر الأزواج والبلدان

لا تبدأ الرواية عند النساء الثلاث، بل عند الجلادين، أيام كانوا مجرّد صغار طموحين ومحزونين بفعل قوى أكبر منهم. إنهم ليسوا سيئين تماماً، كما تقول الرواية. أحدهم (م.ب) وُلد في مدينة ساحلية في الجزائر، وكان يعشق أمه، امرأة شجاعة دلّلته وحثّته

ارسال الخبر الى:

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2016- 2025 يمن فايب | تصميم سعد باصالح