اللواء المحوري أسطورة الأمن وسيف لحظاته الحرجة

41 مشاهدة

المرصد خاص:
من سلالة مجبولة على الفداء، سلالة دفعت أغلى ما لديها لتبقى هذه الأرض بكراً غير مدنسة، ولترسم في نفوس أبنائها مبكراً معنى الانتماء العميق والوقوف في صفّ الحق ولو كان المدى مظلماً والريح معاكسة.
من هذا الرحم الثائر خرج اللواء علي أحمد حيدرة المحوري حاملاً معه هذا الإرث الذي صاغ صلابته الأولى بشخصية تتجاوز حدود التكوين العادي، وقد ظل هذا الإرث الثقيل يرافقه كظلّ لا يفارقه، يذكره دائماً بأن من أتوا قبله حمّلوه واجب المواصلة، وواجب ألا يخون ذاكرة أولئك الذين غابوا ليبقى هذا الوطن الكبير حاضراً.
في حضرموت -بتعقيدها الجغرافي والسياسي والاجتماعي- كان اللواء علي أحمد المحوري رئيساً لجهاز الأمن القومي في حضرموت، وحضرموت ساحة لم يكن من السهل الإمساك بخيوطها، لكن اللواء المحوري دخلها بروح السياسي البطل الذي يعرف أنه سيتعامل مع عدو يتسلل كالدخان ويتمدد في الظلال كوحش يفتك حيث يعتقد الناس أن الأمان قائم.
وفي تلك الفترة العاصفة التي حدثت في حضرموت عام 2015، حاولت الجماعات المتطرفة أن تنصب خيمتها السوداء على المكلا وتحول شوارعها إلى ممرات خوف، لكن المحوري وقف كالسد الأخير الذي يحول بين المدينة وبين مصير دامٍ لها، وحين أخذت الأصوات ترتج والأنفاس تختنق تحت وطأة التمدّد المتطرف، كان آخر من غادر المكلا بعد أن خاض قتالاً عنيفاً ومواجهة لا يجيدها إلا من تشبع بثقافة الفداء، وأدارها بعقلية رجل يعرف أن التخلي عن شبر دون ضرورة هو خيانة لما تبقى من نور.
غادر المحوري المكلا بعد أن جاءته أوامر رئاسية عليا بالانسحاب، تاركاً خلفه قصة يسردها الجنود باعتزاز، ويعتبرها أبناء حضرموت إلى اليوم واحدة من أكثر الصفحات رسوخاً في سجل الصمود.
اليوم يمارس اللواء المحوري مهامه كوكيل لجهاز الأمن القومي، وإن حضوره في هذا المنصب رافعة متينة تبنى عليها القرارات، وهيبة متفردة يعرف الجميع أنها تستند إلى تاريخ شخصي بطولي لا يمكن تجاهله، وقد استطاع في موقعه الراهن أن يثبت أن رجل الأمن الحقيقي هو من يرفع منسوب الأمان حوله دون

ارسال الخبر الى:

ورد هذا الخبر في موقع صحيفة المرصد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2016- 2025 يمن فايب | تصميم سعد باصالح