اللواء الركن محمد قاسم الزبيدي الهبرجس قائد من الطراز الرفيع وسيرة نضال مشرقة

الناشط الحقوقي أسعد ابو الخطاب

حين نتحدث عن قادة الوطن الحقيقيين، لا بد أن نقف إجلالاً وإكبارًا أمام شخصيات صنعت الفارق بدمائها وعزيمتها في ساحات العزة والكرامة… من هؤلاء القادة، يبرز اسم اللواء الركن محمد قاسم الزُبيدي قائد اللواء الثالث صاعقة ميكا، الملقب بـ”الهبرجس”، الذي ظل منارة مضيئة في سماء النضال الجنوبي، رمزًا للشجاعة والحكمة العسكرية، ونموذجًا للقيادة الحازمة والإنسانية معًا.

بداية من الميدان، لا من المكاتب:

الهبرجس لم يكن قائدًا من نوع القادة الذين يُعرفون من مكاتبهم المكيفة، بل هو قائد خرج من رحم المعارك، حيث النداء للقتال لا يُسمع إلا بالدم والعرق والتضحيات الجسيمة… هو من خاض الجبهات وصارع الموت ببسالة، متقدمًا صفوف مقاتليه، يرصد الأهداف ويقود الضربات الحاسمة بمهارة نادرة.

مدفعية دقيقة، وعقل استراتيجي:

حصل اللواء الزُبيدي على تدريب عسكري متخصص في مجال المدفعية من الاتحاد السوفيتي، مما أكسبه معرفة معمقة بأساليب القصف والتكتيكات الحديثة… لكنه لم يكن مجرد ضابط تقني، بل قائد ميداني متمرس، يجمع بين الدقة العلمية وروح القتال، حيث تمكن عبر توجيه ضربات مدفعية متقنة وخاصة باستخدام الكاتيوشا من إلحاق خسائر فادحة بالقوات المعادية، خاصة في معارك الضالع، مانعًا الحوثيين من اجتياحها بسهولة.

الإنسان وراء القائد:

لم تكن براعة الهبرجس تقتصر على ساحات القتال فقط، بل كان معروفًا بحكمته في إدارة المواقف، وتعامله الإنساني مع جنوده، مؤمنًا بأن النصر لا يُبنى إلا على روح الفريق الواحد والتلاحم بين القائد والمقاتل… كان يعزز المعنويات ويزرع الأمل في القلوب، مؤكدًا أن الجنوب يستحق كل التضحية وأن النصر حتمي ما دام هناك من يحمل راية الحق.

رمز الوطنية والفداء:

لا يمكن أن ننسى أن اللواء الزُبيدي هو أحد أعمدة الدفاع عن الجنوب، وشخصية استثنائية رسخت بدماءها معنى الوفاء والولاء للوطن… فقد كان سيفًا مسلولاً على أعداء الجنوب، وحصنًا منيعًا يحمي أبناءه وشعبه من كل عدوان… مسيرته ليست مجرد تاريخ عسكري، بل قصة وطن يُكتب بحروف من ذهب، ويُخلد في ذاكرة الأجيال القادمة.

خاتمة:

اللواء الركن محمد قاسم