حزب الله وحلفاؤه رجال لبنان في مواجهة المؤامرة

يعيش لبنان اليوم مرحلةً مفصليةً، تتشابكُ فيها خيوطُ الداخل والخارج، وتتقاطع فيها المؤامرات الدولية والإقليمية على حساب مستقبل الشعب اللبناني وسيادة البلاد. وفي قلب هذا المشهد، يقف حزب الله مع حلفائه ومؤيديه كخطِّ الدفاع الأول أمام المشاريع التي تستهدف قلب الوطن ومصيره.
لطالما كان لبنان ساحةً مفتوحةً للتدخلات الأجنبية وملعبًا لصراعات القوى الخارجية. لكن ما يواجهه اليوم ليس مُجَـرّد ضغط سياسي، بل مشروع متكامل يسعى إلى تحييد حزب الله والمقاومة، وتجريدهم من عناصر القوة، وفتح الطريق أمام الاحتلال الإسرائيلي للتمدُّد دون عوائق. ويأتي ذلك في ظل اصطفاف كيانات محلية بات ولاؤها معروفًا للخارج، من فرنسا وأمريكا وَ(إسرائيل) إلى بعض أنظمة الخليج التي وفرت الغطاء المالي والإعلامي لهذا النهج.
هذه القوى لا تعمل منفردة، بل هي جزء من منظومة متشابكة تديرها غرفُ عمليات إقليمية ودولية، تراقب وتخطط وتدفع نحو تفجير الساحة اللبنانية من الداخل. هدفُها النهائي هو خلق فوضى منظمة تبرّر لاحقًا التدخل الأمني وربما العسكري، وفتح الباب أمام صفقات سياسية تُقصِي حزبَ الله والمقاومة وتفكّك بنيتها الشعبيّة والعسكرية.
في هذا الواقع، يصبح التحَرّك الشعبي الواسع لأنصار المقاومة وحلفائها أمرًا حتميًّا. فالنزول إلى الشارع بكثافة ليس مُجَـرّد مظاهرة رمزية، بل رسالة استراتيجية إلى الداخل والخارج مفادها أن المقاومة ليست معزولة، وأن جماهيرها مستعدةٌ للدفاع عن خيارها وكرامتها.
إن تحريك الشارع سيهز أركان القوى المتواطئة ويكسر رهاناتها على إسقاط القرار السياسي الوطني أَو فرض تسويات مذلة، كما يشكل صمام أمان يمنع الانزلاق إلى صدام مباشر مع الجيش، ويخفف الضغط الأمريكي والإسرائيلي على لبنان.
لكن الخطر الأكبر يكمن في التراخي أَو التهاون. فالتاريخ القريب يثبتُ أن أيَّ فراغ أَو ضعف في الموقف الشعبي المقاوم يفتح المجال لتحَرّكات مفاجئة، عبر انتشار أمني معادٍ في مناطق المقاومة، تحت ذرائع حفظ الأمن أَو فرض النظام.
وفي مثل هذه السيناريوهات، يتحول الجيش اللبناني –رغم ضعفِه أمام الاحتلال الإسرائيلي– إلى قوة ضاربة ضد الداخل، ويكتسبُ فجأةً صورةَ “البطل الوطني” في خطاب واشنطن والرياض ووسائل إعلامهما، وكأن مهمته الحقيقية
ارسال الخبر الى: