عبد اللطيف المكي نعارض مقاطعة الانتخابات الرئاسية التونسية
١٢٣ مشاهدة
يؤكد عبد اللطيف المكي رئيس حزب العمل والإنجاز المعارض في تونس لـالعربي الجديد أن حزبه لا يزال يتمسك بقرار المشاركة في الانتخابات الرئاسية التونسية المقبلة والتي من المفترض إجراؤها في شهر أكتوبر تشرين الأول المقبل وفق ترجيحات الهيئة العليا المستقلة للانتخابات إذ لا يزال موعدها غير محدد بعد يأتي ذلك عقب إعلان الحزب في بيان الأسبوع الماضي قرار خوض غمار سباق الانتخابات الرئاسية المزمع تنظيمها في خريف عام 2024 والمنافسة الجدية في الانتخابات بمرشحه مشيرا إلى أنه سيعلن عن مرشحه في الوقت المناسب ويشغل المكي وهو طبيب الأمانة العامة لحزب العمل والإنجاز منذ انتخابه في المؤتمر الأول للحزب خلال فبراير شباط الماضي فيما كان يشغل منصب وزير الصحة بعد الثورة بين 2011 و2014 وأيضا في حكومة إلياس الفخفاخ في 2020 كما يعتبر من القيادات التاريخية لحركة النهضة التونسية والتي استقال منها مع عدد من القيادات وأسسوا حزب العمل والإنجاز عام 2022 ليكون هذا الحزب أحد مكونات جبهة الخلاص الوطني والتي تضم عددا من الشخصيات والأحزاب المعارضة ويشدد المكي في حديث لـالعربي الجديد على أن الحزب متمسك بموقفه بعد التطورات الحاصلة خلال الأسابيع الأخيرة موضحا أن الأحداث أكدت صواب رؤيته بخصوص الانتخابات وبأنها معركة سياسية استراتيجية لا بد من خوضها لإخراج تونس من الأزمة السياسية والاقتصادية التي تعيشها ويعتبر أن إخراج تونس من الأزمة السياسية يمثل مقدمة لإخراج البلاد من الأزمة الاقتصادية وترتيب الملف السياسي بحيث تستقر الديمقراطية وتنتشر حالة من الاطمئنان بين كل الفاعلين الاقتصاديين والاجتماعيين والسياسيين والنخب وهو الشرط الأساسي للتفرغ لمعركة التنمية الشاملة بعد ذلك ويشهد الشارع التونسي أخيرا عودة الزخم للحراك الرافض للمرسوم 54 الذي أصدره الرئيس التونسي قيس سعيد في سبتمبر أيلول 2022 ويتعلق بمكافحة الجرائم المتصلة بأنظمة المعلومات والاتصال كما يعمل البرلمان التونسي حاليا على سن قانون الجمعيات الجديد وسط مخاوف من تقييد عمل منظمات المجتمع المدني وتهديد آلاف الوظائف إذ ينص مشروع القانون على أن تمنح وزارة الشؤون الخارجية التراخيص للمنظمات الأجنبية كذلك فإن الهيئة العليا المستقلة للانتخابات تبحث في الوقت الراهن شروطا إضافية تتعلق بالترشح للانتخابات الرئاسية التونسية المقبلة ينظر إليها على أنها تحد جديد أمام المعارضة ومرشحيها المحتملين رفض مقاطعة الانتخابات الرئاسية التونسية وحول موقف بعض المعارضة التونسية التي تدعو للمقاطعة بسبب عدم توفر شروط الانتخابات النزيهة والشفافة والمنافسة المتكافئة يقول المكي إن حزب العمل والإنجاز ضد فكرة مقاطعة الانتخابات مضيفا أنه منذ سنتين ونحن نناضل من أجل انتخابات رئاسية حتى لو كانت سابقة لأوانها ويبين أن من يدعون للمقاطعة سيمنحون الاستبداد فرصة أخرى وسيدعم ذلك تصريحات سعيد بأن القوى السياسية ضعيفة وغير قادرة على ترشيح شخصية سياسية أو على فرز مرشح من بينها عبد اللطيف المكي قيس سعيد أو السلطة الحالية لن يفرشوا الحرير للمعارضين والمرشحين ويكشف عن وجود تغيرات حصلت أخيرا كانت انطلاقا من التطورات التي جدت على الساحة بخصوص موقف المشاركة في الانتخابات خصوصا داخل قوى كانت تنادي بالمقاطعة مضيفا أن مختلف تلك المواقف ستظهر قريبا للعلن ويشير إلى أن هناك عدة مؤشرات حصلت بعد حوارات مستمرة قد تغير الموقف باتجاه المشاركة لدى عديد القوى التي كانت تدافع عن فكرة المقاطعة رغم عدم تغير شروط الانتخابات ويفسر المكي هذا الموقف بأن الانتخابات الرئاسية التونسية معركة وقيس سعيد أو السلطة الحالية لن يفرشوا الحرير للمعارضين والمرشحين خلال هذه المعركة وبالتالي ستكون هناك صعوبات وتضييق وهذا طبيعي ويستدرك بأنه طالما يوجد الحد الأدنى من الضمانات فلا بد من خوض المعركة والانتصار فيها على التضييق والعراقيل بقوة التعبئة الشعبية والانتخابية والأطروحات ومصداقية البرامج ويشدد على أن موقف المعارضة عموما بدأ ينضج باتجاه المشاركة في الانتخابات الرئاسية التونسية المقبلة موضحا أن الإعلان عن الروزنامة الانتخابية وموعد للانتخابات سيكون عنصرا فاصلا بين مختلف الأطراف بخصوص المواقف السابقة واللاحقة لأن جزءا من السياسيين لا يزال يشكك في إمكانية إجراء الانتخابات أصلا ويرجح المكي إجراء الانتخابات عازيا ذلك إلى أنه لا أحد قادر على تأجيل موعدها لأنه سيتحمل مسؤولية إدخال البلاد في طور جديد من الأزمة السياسية ويكون التساؤل ساعتها حول شرعية الحكم من دون انتخابات مضيفا أن موقف جبهة الخلاص قابل للتطور في ظل النقاشات والمعطيات وبخصوص فشل المعارضة في الاتفاق على شخصية موحدة ترشحها لمنافسة سعيد يرى المكي أن القول إن المعارضة غير قادرة على اختيار مرشح موحد مجرد فكرة لبث الوهن في المعارضة وهي أصلا فكرة طوباوية بمعنى أنه لا يمكن لمعارضة من أطياف سياسية مختلفة أن تتوحد على مرشح واحد خصوصا في الدور الأول الجولة الأولى مضيفا أنه ربما سيكون ذلك ممكنا في الدور الثاني وهناك اليوم ثلاثة أو أربعة أشخاص أعلنوا ترشحهم من دون التنسيق مع بقية الأطراف ما يعني أن فكرة مرشح موحد غير قائمة ويضيف أنه لا بد من توفير التعدد والتنوع لتمكين المواطن التونسي من الاختيار وأن يوجد عدة مرشحين فهذا يمكن القوى السياسية من تعديل الميزان السياسي وخلال الدور الثاني قد تحصل اتفاقات مكتوبة ومعلنة حول مرشح واحد للقطع مع سياسة الاتفاقات غير المعلنة تكرار تجربة 2019 ولكنه يحذر في المقابل من التشتت لأن ما حصل في انتخابات 2019 جعل الاختيار في الدور الثاني ليس بين الحسن والأحسن بل بين السيئ والأسوأ يقصد بين قيس سعيد ونبيل القروي وبالتالي مطلوب من كل عائلة سياسية أن ترشح مرشحا واحدا لكي لا تتشتت الأصوات لأن ذلك أضر بالحياة السياسية في تونس ويقول إن الترشح لا يمثل رغبة شخصية بقدر ما هو التزام ورؤية للبلاد عبد اللطيف المكي موضوع ترشحي لا يزال بيد الحزب وعن ترشحه الشخصي بالنظر إلى تصريح سابق له بأنه إذا تم تكليفي بالترشح للرئاسة فأنا في خدمة قرار المجموعة يقول المكي إن موضوع ترشحه من عدمه لا يزال بيد الحزب موضحا أنهم سيقدمون مرشحهم قريبا بالتأكيد وأنه من سيتم اختياره سيكون مرشحا يتم الاتفاق عليه مع قوى سياسية أخرى وإذا استحال ذلك فسيقدم الحزب مرشحه الخاص ويلفت إلى أنه لم يتم الفصل في ذلك بعد ويبقى الباب مفتوحا لمرشح يتم الاتفاق والتعاقد عليه باتفاق مكتوب وعلني ليكون مدعوما من قبل فريق من حوله وبخصوص تداعيات تأخر المعارضة في الإعلان عن مرشحيها يرى المكي أن التأخر في الإعلان لا يخدم العملية الانتخابية لكنه أمر مفهوم في ظل أزمة سياسية وتردد حول المشاركة من عدمها وفي ظل عدة اعتقالات طاولت سياسيين وإعلاميين إلى جانب تأخر سعيد في الإعلان عن موعد واضح للانتخابات ويقول إنه توجه برسالة مفتوحة منذ أيام إلى الرئيس على صفحته بمنصة فيسبوك اعتبر فيها أن هذا التأخر في موعد الانتخابات فيه مساس بحظوظ بقية المرشحين لترتيب أوضاعهم وفيه محاولة للتضييق عليهم وقضم الوقت منهم ومن استعداداتهم ويقول إن المعارضة إذا اتحدت على مستوى العائلات السياسية فإنها قادرة على التدارك وإذا كانت الترشحات متعددة فلا بد من أن يكون هناك حد أدنى من النزاهة وعن توقعاته بخصوص الانتخابات الرئاسية التونسية المقبلة من حيث المشاركة الشعبية ومن حيث حظوظ المعارضة وقدرتها على المنافسة الجدية لقيس سعيد يتوقع المكي أنه سيكون هناك طوفان انتخابي والشعب سيختار لفائدة البلاد ولن يبقى على الحياد خصوصا بعد حصيلة قيس سعيد السلبية ويتابع أن العزوف الشعبي في المحطات الانتخابية السابقة لن يستمر فقد كانت هناك عدة أسباب لذلك سابقا منها الوضع العام كما أن هناك من استجاب لنداءات المعارضة بالمقاطعة ولكن هذه الانتخابات الرئاسية التونسية ستكون محددة لوضع البلاد وسيكون هناك إقبال كبير عليها خلافا لما يروج له ويرى أن اختيار الشعب سيتم قبوله وستكون الانتخابات محطة تحكيم شعبي لما يطرحه سعيد وهو ما لمسه التونسيون على أرض الواقع وبين ما تطرحه المعارضة من مشروع ديمقراطي بعد تدارك الأخطاء التي وقعت خلال السنوات العشر السابقة وإبان الثورة موضحا أنه متفائل بالمستقبل بحكم تجربته السياسية