أزمة اللحوم في اليمن بين تراجع الثروة الحيوانية وارتفاع الأسعار
١٣٣ مشاهدة
صدى الساحل - تقرير: حسين الشدادي
في ظل الأوضاع الاقتصادية المتدهورة التي يشهدها اليمن منذ اندلاع الحرب في عام 2015، أصبح شراء اللحوم حلماً يراود العديد من الأسر اليمنية.
فقد ارتفعت أسعار اللحوم الحمراء (الأبقار والأغنام) إلى مستويات تفوق القدرة الشرائية لأغلب المواطنين، ما دفع الكثير منهم إلى تقليص استهلاكهم اليومي أو الاستغناء عن اللحوم كلياً في وجباتهم.
هذه الزيادة الحادة في الأسعار لا تعود فقط إلى النزاع المستمر، بل أيضاً إلى انقطاع الرواتب، تدني القيمة الشرائية للريال اليمني، وانقسام البلاد اقتصادياً بين المناطق الواقعة تحت سيطرة الحكومة الشرعية وتلك الواقعة تحت سيطرة جماعة الحوثيين.
في مناطق سيطرة الحكومة الشرعية، ارتفع سعر الكيلوغرام الواحد من لحوم الأبقار إلى ما بين 12 و15 ألف ريال يمني، بينما يصل سعر لحوم الأغنام إلى 17 ألف ريال.
أما في مناطق سيطرة الحوثيين، حيث العملة المحلية أكثر استقراراً نسبياً، يتراوح سعر الكيلوغرام من لحوم الأبقار بين 4 و6 آلاف ريال، وسعر لحوم الأغنام يصل إلى 9 آلاف ريال. ورغم هذا التفاوت في الأسعار بين المناطق، يشتكي المواطنون في كلا الجانبين من غياب الرقابة الحكومية، ما أدى إلى استغلال بعض التجار للأزمة برفع الأسعار بشكل مبالغ فيه، خصوصاً في المواسم.
*أسباب الأزمة*
الأزمة لا تتعلق فقط بالأسعار المرتفعة، بل أيضاً بالتراجع الكبير في أعداد الثروة الحيوانية في اليمن.
حيث أوضح المهندس الزراعي علي الشرماني أن الحرب والنزوح الجماعي للسكان قد تسببا في انخفاض عدد الماشية بشكل ملحوظ، حيث اضطر العديد من المزارعين لبيع ماشيتهم ومغادرة أراضيهم بحثاً عن مناطق أكثر أماناً.
وقد ساهم هذا النزوح، إلى جانب الاضطرابات الاقتصادية، في تراجع الإنتاج الحيواني، ما أدى إلى تقليص المعروض من اللحوم في الأسواق.
كما أشار الشرماني إلى أن الاعتماد المتزايد على استيراد المواشي من دول القرن الأفريقي، مثل إثيوبيا والصومال وجيبوتي، قد ساهم في ارتفاع أسعار اللحوم فارتفاع أسعار الصرف، إلى جانب تكاليف النقل الباهظة بسبب الوضع الأمني المضطرب، أدى إلى زيادة كبيرة في تكلفة استيراد
أرسل هذا الخبر لأصدقائك على