آلاف اللبنانيين بلا اتصالات الحرب تسببت بأضرار جسيمة
٢٥ مشاهدة
تشير التقديرات الأولية إلى أن الحرب الإسرائيلية الأخيرة على لبنان ألحقت خسائر في شبكة الاتصالات تقدر قيمتها بـ117 مليون دولار فقد أدى القصف إلى انقطاع خدمة الإنترنت عن أكثر من 30 ألف مشترك من أصل 700 ألف في شركة تاتش بحسب وزارة الاتصالات فيما يعتبر التدمير الذي لحق بشبكة الاتصالات الأرضية أكثر فداحة لكن الحرب لم تكن المسبب الوحيد لأزمة القطاع إذ إنه بحسب تصريحات وزير الاتصالات في حكومة تصريف الأعمال جوني القرم فإنه منذ عام 2017 لم يتم أي استثمار في الشبكة الأرضية في لبنان باستثناء بعض الإصلاحات الطفيفة نظرا للأزمة الاقتصادية التي يمر بها البلد منذ انكشاف عملية النهب التي طاولت الاقتصاد في عام 2019 وتسابق وزارة الاتصالات الزمن لمعالجة تداعيات الكارثة بالتوازي مع دعم دولي محدود وهبات استثنائية مثل تلك المقدمة من الصين في محاولة لإنقاذ قطاع حيوي يترنح منذ سنوات نتيجة الإهمال وضعف الاستثمار أحمد أب لثلاثة أطفال قال لـ العربي الجديد لم أستطع الاطمئنان إلى عائلتي إذ روى معاناته خلال الأيام الأولى للعدوان عندما انقطع الإرسال بشكل كامل في بلدته بنت جبيل وأفاد بأن الوضع كان مخيفا لم أستطع الاتصال بأقربائي في القرى المجاورة للاطمئنان عليهم حتى التنقل إلى منطقة أخرى للبحث عن إشارة كان محفوفا بالمخاطر بسبب القصف تضرر الأعمال مع انقطاع الاتصالات وانقطاع التواصل وقالت سارة التي تعمل مصممة غرافيك بشكل حر مع شركات في بيروت والخارج لـ العربي الجديد إنه خلال العدوان انقطعت شبكة الإنترنت تماما في بلدتها مرجعيون وأفادت كان لدي موعد لتسليم مشروع كبير لكنها لم تتمكن من التواصل مع العميل أو إرسال العمل واضطررت للانتقال إلى بيروت وسط مخاطر الطريق للعثور على مكان به إنترنت لكن الأمر كان متأخرا بينما مارلين شابة من حاصبيا اضطرت إلى العمل من المنزل بسبب الحرب الإسرائيلية لكنها واجهت مشاكل كبيرة مع انقطاع الإنترنت المستمر وبعد الضربات المتكررة على المنطقة تفاقمت المشكلة حيث انقطعت الإنترنت لأكثر من 45 يوما مما صعب عليها أداء عملها من المنزل الأمر اضطرها للعودة إلى بيروت بشكل متقطع لإنهاء أعمالها وأشارت إلى أنها كانت تعاني من الخوف والقلق أثناء التنقل على الطرقات وأوضحت مارلين أنها من أجل البقاء إلى جانب عائلتها اضطرت لاستخدام الإنترنت عبر هاتفها المحمول مما زاد من الأعباء المالية عليها وأضافت أن هذه المشكلة لم تكن محصورة في منطقتها فقط بل طاولت كل المناطق القريبة من القصف حيث خسر العديد من الموظفين وظائفهم أو اضطروا إلى مغادرة البلاد نهائيا كما أشارت إلى أن أخاها وهو طالب جامعي اضطر إلى إلغاء هذا الفصل الدراسي بعدما تعذرت عليه متابعة الدروس عبر الإنترنت بسبب انقطاع الشبكة وأكدت أن هذا الوضع زاد من صعوبة الحصول على الأخبار مما زاد التوتر والقلق أما رشاد وهو مغترب في قطر فقد تحدث عن شهرين من القلق والتوتر نتيجة صعوبة التواصل مع عائلته في جنوب لبنان وقال إنه مع كل خبر يصل إليه كان يشعر بالهلع حيث كان يحاول مرارا وتكرارا التواصل معهم دون جدوى بسبب انقطاع الإنترنت وتعطل شبكات الإرسال وأوضح أن لحظة الاتصال بعائلته كانت بمثابة معجزة للاطمئنان إلى أحوالهم ومعرفة ما يحدث حولهم معتبرا أن هذه المعاناة مشتركة بين جميع المغتربين الذين عاشوا نفس الشعور القاسي من القلق والانقطاع صعوبة إجراء التصليحات وصرح مدير عام أوجيرو عماد كريديه في حديث خاص لـ العربي الجديد بأن الشركة فقدت عددا من الموظفين نتيجة القصف الإسرائيلي كما أصيب موظف آخر بجروح خطيرة أثناء قيامه بأعمال الصيانة في المناطق الحدودية وأشار إلى أن شبكة الإنترنت والاتصالات واصلت العمل بشكل طبيعي في معظم المناطق اللبنانية باستثناء المناطق الجنوبية والحدودية التي بدأت فيها الشبكات تعود تدريجيا إلى العمل وأضاف كريديه أن غالبية المشتركين استعادوا خدمات الاتصال بشكل جيد بينما لا يزال المشتركون يعانون في المناطق التي يمنع الجيش الإسرائيلي الدخول إليها ما حال دون إجراء أعمال الصيانة اللازمة وأوضح أن هناك سنترالات في المناطق الحدودية لا يمكن التأكد من حالتها إذ قد تكون قد تضررت أو تم تفخيخها ولا يمكن تحديد حجم الأضرار أو تقدير الخسائر إلا بعد الوصول إلى هذه المناطق التي ما زالت خالية من السكان بسبب النزوح الجماعي كما أشار إلى أن حجم العدوان كان كبيرا لدرجة أنه ألحق أضرارا جسيمة بالشبكات الأرضية حيث دمر جزء كبير منها بالكامل وبين كريديه أن الأضرار التي قدرتها وزارة الاتصالات بلغت نحو 117 مليون دولار في قطاعي الهاتف الخلوي والثابت إلا أن الخسائر الكبرى كانت في أوجيرو بسبب اعتمادها على البنية التحتية المتضررة بشدة وأضاف أن الموازنة المخصصة من وزارة المالية والحكومة لا تكفي لمعالجة هذه الأضرار مما اضطر الشركة إلى إجراء إصلاحات محدودة لضمان استمرار الخدمات للمواطنين أعطال ودعم صيني وأوضح كريديه أن اجتماعا عقد مع رئيس الحكومة وسفير الصين التي قدمت هبة للدولة اللبنانية وطلب خلالها تأمين المعدات المطلوبة لتنفيذ خطة الصيانة من دون تكليف الدولة اللبنانية بأي أعباء إضافية وأشار أيضا إلى أن مجلس النواب سيعيد موازنة 2025 إلى الحكومة لإعادة دراستها بهدف تضمين التكاليف اللازمة لإيجاد حلول مستدامة لقطاع الاتصالات وتابع كريديه حديثه بالإشارة إلى أن هناك 26 سنترالا ما زالت خارج الخدمة وغير مرتبطة بالشبكة من جانبه صرح النائب في البرلمان اللبناني فراس حمدان في حديث خاص لـالعربي الجديد بأن الأعطال التي لحقت بالمنطقة من جراء القصف الإسرائيلي أدت إلى توقف شبكات الإرسال عن العمل وأوضح أن جزءا من الأعطال استمر حوالى شهر إلى حين معالجته بينما استمر جزء آخر حوالي 50 يوما وأرجع السبب إلى العطل الذي أصاب محطة الخيام وعدم قدرة فرق الصيانة على الوصول إليها لإصلاحها فضلا عن عطل في سنترال شبعا وأضاف حمدان أن تضرر خط الفايبر أوبتيك القادم من محطة السلطانية في الجنوب اللبناني والذي يغذي الإنترنت والهاتف الأرضي شكل تحديا إضافيا وأكد أنه تم التواصل مع الهيئات المعنية وشركتي تاتش وألفا لإيجاد حلول بديلة ففي المرحلة الأولى تم إيجاد حلول لمنطقة حاصبيا والقرى المجاورة من خلال استخدام تقنية غير مرتبطة بخط الفايبر أوبتيك أما في المرحلة الثانية فقد تم إيصال الخدمة للقرى الأخرى باستخدام التقنية ذاتها نظرا لعدم إمكان إصلاح الأعطال حتى الآن بسبب الحاجة إلى موافقة أمنية مشيرا إلى أن هذه الحلول مؤقتة لحين إصلاح الأضرار مؤكدا أنها حلول فعالة لكنها غير دائمة