الكنوز اليمنية المهاجرة كيف تباع الآثار اليمنية المهربة في المزادات الأمريكية

متابعات _ المساء برس|

في تطور جديد يسلّط الضوء على استمرار تهريب وبيع الآثار اليمنية في الأسواق العالمية، كشف الباحث في شؤون الآثار عبدالله محسن عن عرض أربع قطع أثرية يمنية نادرة في مزاد دار “فريمانز هندمان” بالولايات المتحدة، والمقرر إقامته في 19 نوفمبر 2025، من بينها تمثال نادر لرجل من المرمر يعود إلى الفترة ما بين القرنين الرابع والأول قبل الميلاد.

وأوضح محسن أن دار المزادات الأمريكية، التي تأسست عام 2023، سبق أن عرضت خلال الأعوام الماضية عدداً من القطع اليمنية القديمة التي تُعد من روائع فنون حضارات جنوب الجزيرة العربية، مشيراً إلى أن القطع الجديدة المعروضة تعود جميعها إلى مجموعات خاصة خارج اليمن.

وتتضمن أبرز المعروضات تمثالاً لرجل واقف يرتدي ثوباً ضيقاً يصل إلى الركبة، بحزام يبرز الخصر وشعرٍ مضفور بدقة، يتميز بملامح وجه دقيقة يعتقد أنها كانت مرصعة بالأحجار الكريمة أو الأصداف، ويبلغ ارتفاعه نحو 44.5 سنتيمتراً. وكان التمثال قد انتقل بين مجموعات خاصة في سويسرا ولندن خلال العقود الماضية.

وأشار الباحث إلى أن اثنتين من القطع الأربع مدرجتان في “سجل خسائر الأعمال الفنية” الدولي، وهو قاعدة بيانات تُستخدم لتعقّب القطع المسروقة أو المتنازع عليها، مؤكداً أن هذا الإدراج يعكس حساسية وضع هذه الآثار وإمكانية خضوعها لنزاعات قانونية مستقبلية.

أما القطع الأخرى فتشمل أرجل عرشٍ مزخرفة بشكل حوافر وعلٍ من القرن الخامس قبل الميلاد، ومذبحاً من المرمر من القرنين الرابع والثالث قبل الميلاد، إضافة إلى عنصر معماري منقوش بصف من الوعول يعود للفترة نفسها تقريباً.

وحذّر محسن من أن استمرار عرض هذه القطع في المزادات العالمية يمثل دليلاً واضحاً على حجم النهب والتهريب المنظم للتراث اليمني، خاصة من المناطق التي تشهد اضطرابات أو تخضع لسيطرة قوى أجنبية، داعياً إلى تحرك رسمي ودولي عاجل لاستعادة الممتلكات الثقافية المنهوبة ووقف الاتجار غير المشروع بها.

وأضاف أن ما يظهر في المزادات ليس سوى جزء بسيط من آلاف القطع اليمنية المسروقة التي تتداولها الأسواق الأمريكية والأوروبية منذ سنوات في ظل غياب