الكشف عن تفاصيل جديدة لمجزرة صرف في صنعاء

في شهادة جديدة تميط اللثام عن واحدة من أبشع الجرائم المغيبة، كشف الصحفي والناشط المجتمعي حارث حميد عن تفاصيل مأساوية لانفجار أحد مخازن السلاح التابعة لمليشيا الحوثي في حي صرف شرق صنعاء، واصفاً ما حدث بـ”مجزرة مكتملة الأركان” راح ضحيتها أكثر من 250 شخصاً، بينهم 20 طالبة و7 عائلات أُبيدت بالكامل.
حميد، وهو أحد أبناء بني الحارث ومعتقل سابق لدى الميليشيا، أكد أن الانفجار وقع على مقربة من مدرسة الراعي، ولم يكن نتيجة قصف كما ادعت الجماعة، بل انفجار ذاتي لمخزن أسلحة سري يقع وسط حي سكني مكتظ، نُقل إليه السلاح ضمن استراتيجية حوثية بدأت منذ 2015، تقوم على تحويل الأحياء المدنية إلى مخازن موت بفعل صراعات أجنحة داخل الجماعة.
وأشار حميد إلى أن الحادثة ليست معزولة، حيث رُصد وجود أكثر من 250 مخزنًا للسلاح موزعة داخل العاصمة، كثير منها مموّه تحت لافتات تجارية مثل “محلات زجاج” وورش صيانة، يُستخدم بعضها لتجميع وتخزين الأسلحة والذخائر في طوابق سفلية محصنة.
كما اتهم الميليشيات بمحاولة التستر على الجريمة فور وقوعها من خلال حجب الحقيقة عن الرأي العام، بإغلاق المنطقة ومصادرة هواتف المواطنين، ومنع أي تغطية إعلامية أو حتى إقامة عزاءات للضحايا.
واستحضر حميد واقعة سابقة جرى فيها احتجاز صحفيين داخل أحد المخازن الحوثية قُصف لاحقاً، ما أدى إلى مقتلهم، دون أن تُفتح أي تحقيقات أو تُحاسب المسؤولين.
واختتم حميد حديثه بنداء صريح إلى سكان صنعاء وكل الأحرار: “لا تصمتوا. الكارثة تتكرر، والسكوت خيانة للضحايا. فلنوثق، ولنتحدث، ولنكشف ما يُدار خلف الأبواب المغلقة. فالأجيال القادمة تستحق الحياة، لا أن تُدفن تحت ترسانة جماعة لا تعترف بدم أو وطن.”
31 مايو، 2025ارسال الخبر الى: