الكرد الانفصاليون

٤٢ مشاهدة
أصبحت مظاهرات اللاجئين العرب والمسلمين في المدن الأوروبية شبه يومية ولأننا نعيش في عصر السوشيال ميديا ما عدنا مضطرين لانتظار نشرات الأخبار أو صدور الصحف لنسمع بهذه المظاهرات أو نقرأ عنها بل إننا نراها في لحظة انعقادها live وعندما يخالف المتظاهرون قانون البلد المضيف ويرتكبون أعمال عنف ويتصدى لهم البوليس نشاهد ذلك كله في حينه هذا يعود إلى أن قوانين الدول الأوروبية تعطي الحق لأية مجموعة بشرية تعيش على أرضها بالتظاهر شريطة أن تحصل على موافقة وألا يخالف المتظاهرون القانون والملاحظ أن معظم تلك المظاهرات تتمحور حول موضوعين رئيسيين الاحتجاج على جرائم النظام السوري ومناصرة الشعب الفلسطيني وقد كانت لافتة ومختلفة المظاهرة التي شاهدناها في مقطع تيك توك قبل أيام وتتألف من شبان عرب وكرد يهتفون واحد واحد واحد عربي وكردي واحد أغلب الظن أن هذا التآخي العربي الكردي المفاجئ يمثل ردة فعل غاضبة على محاولات التقارب بين الحكومتين التركية والسورية فالعرب السوريون المقيمون في شمال سورية شعروا بالهلع من فكرة تسليمهم لنظام الأسد ونقموا على حكومة الرئيس أردوغان لهذا السبب والكرد بدورهم يدركون أن هدف تركيا الرئيسي من هذا التقارب محاربتهم في شرق الفرات يمكن القول إن هذا التلاحم العربي الكردي بحد ذاته جيد ولكنه سؤال يطرح نفسه بقوة لماذا لم يكن الأمر هكذا منذ البداية بمعنى آخر لماذا يعادي هؤلاء العرب المسلمون نظام الأسد ويثورون عليه وفي الوقت نفسه يشتركون معه في مناصبة إخوانهم الكرد العداء من النافل التحدث عن عداء نظام الأسد الكرد فالجميع يعرفونه والأفضل التركيز على الجانب الآخر والإشارة هنا إلى أن مناطق الكرد ثارت على نظام الأسد في وقت مبكر من سنة 2011 ناهيك بانتفاضتهم في سنة 2004 ما يعني منطقيا أن يكونوا متلاحمين مع الثوار العرب أما عن الانتماء الديني فلا بد من التذكير بأن الكرد مسلمون أيضا ومع ذلك أطلق لفيف من الثوار نغمة غريبة تتلخص بكلمتين الكرد انفصاليون وانتشرت بينهم على طريقة القصة المدهشة التي كتبها كبير الساخرين أحمد رجب بعنوان الوزير جاي وحكى فيها أن هاجس قدوم الوزير سيطر على موظفي المديرية إلى درجة أنك تقول لأحدهم السلام عليكم فيرد وعليكم الوزير جاي وبالنسج على منوالها يمكن أن تسأل أي عربي مسلم عن سبب عدائه الكرد فيقول لك تلقائيا الكرد انفصاليون ولا تعني هذه التلقائية أن قائلها يعرف معناها أبدا وإنني كاتب هذه الأسطر لا أقف في موقف الدفاع عن الكرد ولكنهم للأمانة لم يطالبوا في أي واحد من بياناتهم أو تصريحاتهم بالانفصال عن سورية أو إقامة دولة كردية مستقلة ليس لأنهم لا يريدون ذلك بل ليقينهم باستحالة هذا في الوقت الحاضر أضف إلى ذلك أن قوات سوريا الديمقراطية قسد تتألف من عرب وكرد وآشوريين وأرمن وتركمان والدولة الإسلامية في العراق والشام كانت تريد الانفصال عن سورية والعراق وكانت قسد شريكة الأميركان وقوات التحالف في محاربتها واستعادة كوباني والرقة وقد تأسس في سنة 2015 مجلس سورية الديمقراطية مسد الذي يشتغل على توحيد القوى الديمقراطية في سورية بإمكان من يتجرد من الخلفيات والأفكار المسبقة ملاحظة أن الحديث عن الكرد أو الموقف منهم عند العرب المسلمين غير مفهوم بل وفيه كثير من التناقض فعندما يحصون عدد المسلمين السنة في العراق مثلا يضعونهم ضمن الإحصائية وعندما قتل منهم نظام صدام حسين في حملة الأنفال سنة 1988 ما يزيد عن 180 ألف قلما تجد من يدافع عنهم بل ينبري عشاق صدام لتسويغ عملية الأنفال وضرب حلبجة بالكيميائي في السنة ذاتها بأن الحق عليهم لأنهم انفصاليون

أرسل هذا الخبر لأصدقائك على

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2024 يمن فايب | تصميم سعد باصالح