خطاب الكراهية 2 2 ترويج المحتوى المضلل عبر إعادة التدوير بتركيا

٤٠ مشاهدة
تقوم صناعة خطاب الكراهية في تركيا على أكاذيب يجري ترويجها مرارا وتكرارا إلى أن تصبح حقائق في ذهن الجمهور بالرغم من نفي جهات حكومية تعجز عن مواجهة إعادة تدويرها عبر تكامل بين وسائط الإعلام التقليدي والرقمي منذ عام 2018 تلاحظ الباحثة التركية ديليك ايشتان تصاعدا واضحا في خطاب الكراهية عبر عملها في جمعية الإعلام والهجرة المعنية بمكافحة المعلومات المضللة وخطاب الكراهية ضد اللاجئين والمهاجرين في وسائل الإعلام والتي تعد عضوة مؤسسة فيها وقتها تحول خطاب المعارضة إلى التحريض العلني ضد اللاجئين كونه سلاحا رابحا في فترات ما قبل الانتخابات تقول ايشتان والتي لا تعتبر ظاهرة معاداة اللاجئين والخطاب العنصري أمرا جديدا في تركيا غير أنها لم تكن منتشرة بالشكل الحالي لأن البلد دولة عبور إلى أوروبا وليس مكان استقرار وما زاد من الظاهرة عدم تصميم مرحلة انتقالية لاستيعاب هذا العدد الكبير من اللاجئين بل جرى الأمر خلال فترة قصيرة جدا ولم يتم وضع خطة واضحة للتعامل مع الملف وتبعاته المحتملة في أثنائها وأدى طول الفترة الزمنية وتصاعد موجات اللجوء والهجرة عالميا إلى انفجار القلق والخوف لدى المواطنين وهو ما لاحظته أحزاب المعارضة ولعبت عليه كما توضح ايشتان لكن ما هي المضامين التي نسجها سياسيون وأكاديميون ومؤثرون حول اللاجئين وما هي الأدوات التي اعتمدوا عليها للسيطرة على عقل الجمهور والتأثير فيه السطور التالية تجيب عن هذين السؤالين وسياقها عبر رصد عينة من مضامين تحوي خطابا تحريضيا أو أخبارا زائفة تستهدف اللاجئين في تركيا السوريون هدف معلن لوسائط إعلامية بشكل ممنهج تعمد وسائل إعلام محلية في تركيا إلى ربط اللاجئين خاصة السوريين بجرائم القتل والسرقة والتحرش وغيرها من المخاطر الأمنية التي تهدد البلاد وعلى رأسها الإرهاب كما تصورهم على أنهم مسؤولون عن الأوضاع الاقتصادية السلبية والبطالة في البلاد وتهديد خطير للبنية الديمغرافية وفي أقل التشبيهات سوءا تقدمهم باعتبارهم مصدرا للإزعاج والتوتر بحسب ما تكشفه نتائج دراسة أجراها وقف هرانت دنك التركي Hrant Dink Vakfı مؤسسة تركية لمكافحة التمييز بعنوان رصد خطاب الكراهية في وسائل الإعلام نشرت في شهر سبتمبر أيلول من عام 2020 بعد رصد وتحليل خطاب الكراهية في وسائل الإعلام المطبوعة الرسمية والمحلية في تركيا لمدة 4 أشهر خلال عام 2019 وجرى استخدام خطاب الكراهية ضد السوريين 760 مرة في وسائل الإعلام المرصودة وهي جرائد وصحف محلية ومواقع أخبار إلكترونية وقنوات تلفزيونية وأكثر القوالب تكرارا في الموضوعات الصحافية التي شملتها الدراسة المبالغة والتعميم وتشويه الحقائق مثل أصبحنا أقلية في وطننا والمهاجرون هم الأكثرية سئمنا السوريين علاوة على ذلك استخدمت تلك الوسائط أسلوب الإهانة والتحقير المباشر لوصف مجتمع اللاجئين مثل محتال خائن عديم الأخلاق فضلا عن استخدام عبارات معادية تحرض تجاه مجتمع اللاجئين مثل وحشية العرب الأجانب يتحرشون بأطفالنا اغتصاب الفتيات التركيات عدوان المهاجرين بالأسلحة البيضاء ولا يقتصر نشر محتوى الكراهية على وسيلة الإعلام التي تبادر لخلقه إذ رصد معدا التحقيق الصورة التي نشرتها جريدة korkusuz على غلافها في يوليو تموز 2019 لشاب تحت عنوان هكذا يستمتع السوريون بالبحر في تركيا وقتها تناقلت الصورة 4 آلاف حساب على فيسبوك منها ما هو تابع لوسائل إعلامية أخرى وهو ما تأكدت منه منظمة teyit التركية المختصة بتدقيق المعلومات والأخبار والتي كشفت أن الصورة تعود لشاب تركي اسمه أرزين صويلو وليست لشخص سوري الأمر الذي أكده صاحب الصورة في تغريدة عبر حسابه على X إذكاء الكراهية عبر التلاعب بالبيانات الإحصائية في الأول من ديسمبر كانون الأول الماضي أصدر المدعي العام في أنقرة قرارا بفتح تحقيق قضائي بحق الأكاديمي وزعيم حزب النصر أوميت أوزداغ موجها له تهمتين منفصلتين هما نشر معلومات مضللة وحملت رقم 16446 2023 والأخرى تحريض الجمهور علنا على الكراهية والعداء وحملت رقم 197905 2023 وفق ما جاء في قرار فتح التحقيق الذي اطلع عليه العربي الجديد مع ذلك كرر أوزداغ لمتابعيه البالغ عددهم 2 9 مليون على حسابه في موقع X المعلومات المضللة ذاتها زاعما وجود 13 مليون لاجئ ومقيم غير قانوني في تركيا وهو ما نفته وزارة الداخلية مرارا وتكرارا أحدثها في منتصف ديسمبر الماضي على لسان الوزير علي يرلي كايا في تصريحات صحافية قال فيها إن المهاجرين النظاميين المقيمين عددهم 4 ملايين و613 ألفا و984 مهاجرا ونشر أوزداغ خلال الفترة بين مايو أيار 2021 وحتى مايو 2022 عبر حسابه 1677 منشورا هاجم في 777 منها الأجانب وخصوصا السوريين والأفغان وسعى لربطهم دوما بالأفعال السلبية وطالب بطردهم زاعما أنه حل لكافة مشاكل البلاد وفي الثالث من مايو 2022 أكد في تغريدة عبر X كذلك أنه مول فيلم الغزو الصامت الوثائقي الذي صور اللاجئين السوريين على أنهم يحتلون البلاد وقال الفيلم أظهر عواقب الهجرة غير المنضبطة السوريون ليسوا ضيوفا ويعد الأسلوب الذي وظفه أوزداغ بنشر رسائل تشوه السوريين وتجرمهم ويقوم على المبالغة وإثارة مخاوف الجمهور من خلال التلاعب بالبيانات الإحصائية الأكثر حضورا من بين الاستراتيجيات الخطابية التمييزية المستخدمة في التغريدات السلبية المتعلقة باللاجئين السوريين وحاز على نسبة 46 8 بواقع 1666 تغريدة على موقع X من أصل 4217 نشرت في الفترة الممتدة بين 25 أكتوبر تشرين الأول 2019 و5 نوفمبر تشرين الثاني من عام 2021 تحت وسم لاجئ ولاجئ سوري ولا نريد السوريين وليرحل السوريون وهو ما تكشفه دراسة بعنوان تحليل خطاب الكراهية في تويتر تجاه اللاجئين والتي نشرتها كلية الاتصال في جامعة أكدينيز Akdeniz Üniversitesi في أنطاليا جنوب تركيا بتاريخ 31 ديسمبر 2021 اللافت أن أطرافا أكاديمية تشارك في الحملة المنهجية المؤججة لخطاب الكراهية إذ لجأت بنغي باشير العميدة السابقة لكلية الطب بجامعة غيرسون Giresun Üniversitesi الواقعة في مدينة غيرسون أقصى الشمال التركي إلى استخدام الأسلوب ذاته عبر تكرار معلومة مضللة أخرى عن عدد المهاجرين السوريين والأفغان في بلادها وقالت إنهم ثمانية ملايين ما دعا مساعد وزير الداخلية السابق إسماعيل تشاتاكلي إلى وصف ما قامت به بـالنية السيئة وتحداها أن تثبت صحة هذا الرقم وذلك في تغريدة له على حسابه في موقع X بتاريخ 4 مايو 2022 نتائج خطاب الكراهية على اللاجئين فقد 13 شخصا حياتهم وأصيب 24 آخرون نتيجة لهجمات عنصرية استهدفت اللاجئين والمهاجرين خلال العام الماضي بحسب تقرير انتهاكات حقوق الإنسان في تركيا لعام 2023 المنشور على موقع مؤسسة حقوق الإنسان التركية Türkiye İnsan Hakları Vakfı غير حكومية تتبع جمعية حقوق الإنسان المستقلة IHD بينما في عام 2022 وصل عدد ضحايا هجمات الكراهية إلى 12 شخصا من اللاجئين أو طالبي اللجوء وأصيب 14 آخرون في 20 واقعة مختلفة بحسب تقرير انتهاكات حقوق الإنسان عام 2022 وقتل 9 أشخاص في هجمات عنصرية وأصيب 29 من بينهم 10 لاجئين وفق ما جاء في تقرير المؤسسة ذاتها لعام 2021 ورصدت المؤسسة في تقرير حول جرائم الكراهية والهجمات العنصرية نشر بتاريخ 22 سبتمبر أيلول 2020 وقوع 280 هجوما عنصريا ضد السوريين وغيرهم بين عامي 2010 و2020 قتل فيها 15 شخصا من بينهم 3 أطفال سوريين وأصيب 1097 آخرون وكانت الهجمات العنصرية التي استهدفت اللاجئين كبيرة وشرسة بحسب ما جاء في تقرير أصدرته لجنة مناهضة العنصرية والتمييز التابعة لجمعية حقوق الإنسان IHD في 5 فبراير شباط عام 2022 ويوثق أمثلة على العنصرية التي تم تسليط الضوء عليها في وسائل الإعلام في شهر يناير كانون الثاني من العام ذاته ومنها طعن لاجئ سوري حتى الموت في إسطنبول ومهاجمة متجر سوري في شارع باغلار شيشمة في حي إسنيورت بإسطنبول ورجمه بالحجارة وترديد شعارات مثل هذه تركيا وليست سورية بالإضافة إلى ما سبق يذكر التقرير أن مدير مدرسة Batman Petrol Anadolu Lisedi الثانوية في ولاية بطمان Batman جنوب شرق تركيا تعامل بشكل عنصري مع الطلاب غير الأتراك الذين لم يرددوا النشيد الوطني واصفا إياهم بأن لديهم دماء سيئة وخونة وأبقاهم لساعات في البرد القارس في ساحة المدرسة تخلق الخطابات التمييزية دوامة من الكراهية ضد اللاجئين ولا تقتصر الممارسات العنصرية على الإدارة أو المعلمين بل ينسحب ذلك على الطلبة الذين يتصرفون بعدائية تجاه أقرانهم من اللاجئين في المدرسة ذاتها وهو ما حصل مع نجل اللاجئ السوري أبو حسان كما طلب تسميته حفاظا على أمن أسرته موضحا لـالعربي الجديد أن طالبا اعتدى على ابنه في ساحة المدرسة في إسطنبول قبل عام ونصف العام وكان يبلغ من العمر حينها 12 عاما يوم الحادثة هاجمه شاب يبلغ مع العمر السابعة عشرة في الباحة وأسقطه أرضا ووضع قدمه على رقبته محاولا خنقه لكن صراخ الطلاب وتدخل معلمة دفع الطالب لتركه بعد أن أفقده وعيه نقل بعدها إلى المشفى وفق رواية والده الذي يروي أنه رقد في العناية المشددة لساعات واحتاج لجهاز التنفس الاصطناعي ولم أكن أعلم ما حصل معه ولا السبب وولدي خجول ولم يكن يخبرني بما يحصل معه في المدرسة سابقا وبعد تحسن وضعه الصحي أخبرني أنه منذ معرفة بعض الطلاب أنه سوري بدأ يتعرض للضرب والشتم من طلاب أكبر منه سنا كيف انعكس خطاب الكراهية على المجتمع التركي تخلق الخطابات التمييزية دوامة من الكراهية تنتشر عبر المحتوى الإعلامي وقنوات الاتصال لتحاصر اللاجئين والمهاجرين من خلال تكرارها وتدويرها بطرق مختلفة عبر مصادر متنوعة مثل تصريحات الجهات ذات الرؤية السياسية أو الاجتماعية أو الادعاءات والمعلومات المضللة المنتشرة عبر منصات وسائل التواصل الاجتماعي والأخبار في وسائل الإعلام الرئيسية نظرا لأن المحتوى الإخباري بمثابة المصدر الرئيسي للمعلومات التي تشكل التصور المجتمعي تجاه اللاجئين والمهاجرين وبالتالي ينعكس المحتوى على سلوك الأفراد في الحياة على شكل مواقف عنصرية وتمييزية تجاه اللاجئين والمهاجرين وهجمات الكراهية وفق ما جاء في دراسة رصد دورة الكراهية في المحتوى الإعلامي الصادرة عن جمعية الإعلام والهجرة وفي الماضي كانت وسائل الإعلام التقليدية الصحف والقنوات ترفض نشر الكثير من المصطلحات وعبارات الكراهية لكن اليوم المواقع الإلكترونية وحسابات التواصل الاجتماعي لا تكترث بهذه المعايير وتروج تلك العبارات والمصطلحات وما تحمله من تنميط ولا يترك الخطاب ذاته أثره على المجتمع ومن فيه من مواطنين ولاجئين بل ينعكس على الكثير من الأجانب الذين تخيفهم الهجمات العنصرية الناتجة عن تصاعد خطاب الكراهية مثل السياح الذين باتوا يتجنبون زيارة تركيا وفق ما ترصده الأكاديمية في كلية الاتصال بجامعة أنقرة بورجو سومير والتي تدرس مادة الإعلام السياسي معتبرة أن أكثر ما يخيفها هو تجنب من يعيشون في تركيا لتواصل بعضهم مع بعض إذ بات كل طرف يتعامل مع الآخر من خلال الصورة التي شكلها في عقله ومصدرها الأخبار والمعلومات التي خلقتها مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل إعلامية أخرى وضربت مثالا بأثر هذا الخطاب على العقول بالإشارة إلى ما قالته طفلة سورية بعد انتشالها من تحت الأنقاض في مدينة أنطاكيا بمحافظة هاتاي جنوب البلاد بعد وقوع زلزال كهرمان مرعش العام الماضي أنها لم تكن تصرخ لطلب النجدة معتقدة أنه في حال عرفت فرق الإنقاذ أنها سورية لن يقدموا لها المساعدة وهو حال تصفه سومير بأنه أمر مرعب حقا ولا بد من منع تصاعد هذا الخطاب وخلق حالة قبول للآخر في أسرع وقت ممكن ويؤثر الخطاب العنصري على الحالة النفسية والاجتماعية للسوريين والأجانب الموجودين في تركيا جميعا وعلى سبيل المثال فإن العاملين منهم في المنظمات الدولية ومنظمات المجتمع المدني أصبحوا متخوفين من فقدان وظائفهم حال ترحيلهم من البلاد والمجنسون قلقون من سحب الجنسية التركية منهم وأصحاب المهن الصغيرة تتأثر أرزاقهم مباشرة بخطاب العنصرية حيث تقل أعداد زبائنهم ويعتدى على محالهم أما السواد الأعظم من السوريين في تركيا وهم من الطبقة الفقيرة التي بالكاد تجد قوت يومها فهؤلاء يتعرضون لأشد أنواع التنمر والعنصرية والاعتداء الجسدي والظلم في العمل ولا يمكنهم الشكوى كما يوضح الباحث في علم النفس الاجتماعي صفوان كسام ما سبق يتخوف منه رئيس الهيئة التركية العليا للإذاعة والتلفزيون RTÜK أبو بكر شاهين قائلا في ندوة حول خطاب الكراهية في الإعلام بتاريخ 16 سبتمبر 2023 حضرها معد التحقيق ينبغي عدم إدراج خطاب الكراهية في وسائل الإعلام تحت غطاء حرية التعبير مطلقا وإن تحول خطاب الكراهية إلى أعمال كراهية مثل الهجمات العنصرية يؤدي إلى وقوع كوارث مجتمعية بخاصة أنه وبالمقارنة مع وسائل الإعلام التقليدية فإن وسائل التواصل الاجتماعي تتميز بمحتواها غير الآمن الذي لا يخضع لرقابة تحريرية مسبقة وبمعدل انتشارها المذهل ويمكن أن تؤدي إلى مشاكل قانونية أو أخلاقية وقد تتسبب في انتشار سريع للأخبار أو المعلومات أو الأفكار التي تشتمل عن قصد على خطاب الكراهية والتضليل والتي يتم قبولها دون التثبت من صحتها من شريحة كبيرة من المستخدمين معتبرا أن خطاب الكراهية جريمة إنسانية وإذا ما تم تداول هذا الخطاب من خلال وسائل الإعلام فإن تأثيره يتضاعف أكثر وأكد في ذات الندوة أن مؤسسات الدولة ضد الكراهية العنصرية ومعاداة الدين والأجانب وتكافحه توظيف الخطاب العنصري لإحراز مكاسب سياسية تمكن حزب الشعب الجمهوري أكبر حزب معارض عام 2019 من الفوز في بلديات المدن الكبرى إسطنبول وأنقرة وأزمير لأول مرة منذ تأسيس حزب العدالة والتنمية ودخوله الانتخابات عام 2002 لنجد أنه أعاد توظيف الخطاب التحريضي بحق اللاجئين في الانتخابات التي أجريت عام 2024 وحقق حزب الشعب الجمهوري فوزا أكبر بحصوله على 37 8 من الأصوات مقابل 35 5 لحزب العدالة والتنمية الحاكم الذي حل في المرتبة الثانية لأول مرة منذ تأسيسه كما توضح إيشتان الخطاب التحريضي أداة رئيسية للمعارضة قبل الانتخابات وبلا شك فإن فوز المعارضة في الانتخابات المحلية وتحديدا البلديات له تأثير مباشر على حياة اللاجئين ووضعهم المعيشي لأن البلديات هي المسؤولة عن تقديم الخدمات العامة ولها تواصل مباشر مع السكان من خلال دورها في منح تراخيص العمل وفتح المحلات التجارية وغيرها ورغم أن البلديات لا يمكنها طرد اللاجئين بالمعنى الحرفي للكلمة وليس لديها السلطة السياسية لمنعهم من العيش في المدينة التي تديرها لكنها تهددهم باستهدافهم عبر رفع سعر فواتير الكهرباء والماء الخاصة بهم أو رفض منحهم رخصا لفتح محلات تجارية وهذا ما حدث بعض المناطق مثل بلدية أفيون قره حصار غرب البلاد والتي ترأستها بورجو كوغسال مرشحة حزب الشعب الجمهوري في انتخابات 2024 والتي توعدت خلال حملتها بطرد اللاجئين من المدينة وإغلاق أعمالهم وفقا لتوضيح إيشتان الأمر الذي قامت به فعلا بعد نجاحها في الانتخابات إذ نشرت على حسابها في منصة X فيديو وهي تقوم بإغلاق عدة محلات للاجئين قائلة بالتعاون مع فرق الشرطة وضعنا حدا لأنشطة أماكن العمل التابعة للمهاجرين الذين كانوا يعملون في مدينتنا على الرغم من عدم امتلاكهم ترخيص فتح مشروع تجاري وتشغيله كما وعدت بمنع جميع اللاجئين بمن فيهم اللاجئون السوريون من فتح أعمال تجارية في أفيون مضيفة سأفعل كل ما هو ضروري من أجل دفعهم إلى مغادرة مدينتنا سنطردهم من أفيون لماذا يصعب إثبات جرائم الكراهية يجرم قانون العقوبات التركي رقم 5237 العنصرية وخطاب الكراهية وفقا لما تنص عليه المادة 122 يعاقب بالسجن مدة لا تقل عن سنة واحدة ولا تزيد عن ثلاث سنوات أي شخص يقوم بمنع توظيف شخص أو بمنع شخص من شراء أو استئجار عقار أو بمنع شخص من الاستفادة من خدمة معينة أو بمنع مشاركة شخص في فعالية عادية وذلك بسبب الكراهية على أساس اللغة أو العرق أو الجنسية أو اللون أو الجنس أو الإعاقة أو الرأي السياسي أو المعتقد الفلسفي أو الدين أو الطائفة وكذلك المادة 216 من القانون ذاته والتي تقضي بأن يعاقب بالسجن من سنة إلى ثلاث سنوات من يحرض علانية شريحة من السكان ذات خصائص مختلفة من حيث الطبقة الاجتماعية أو العرق أو الدين أو المذهب أو المنطقة على الكراهية والعداوة ضد شريحة أخرى من السكان ما يتسبب بوجود خطر واضح ووشيك على السلامة العامة لكن ما يجعل تطبيق هذه المواد القانونية عسيرا هو صعوبة إثبات أن المتهم ارتكب جريمته بدافع الكراهية فالكراهية صفة مجردة وفعل ذهني لا يمكن إثباته بالحواس ولذلك تسقط أغلب شكاوى الكراهية ولا تصل إلى حد تقديم لائحة اتهام ضد المتورطين حتى إن رفعت دعوى قضائية فإنها غالبا لا تنتهي بالإدانة وإصدار حكم قضائي بحق المتهم وفق ما يوضحه المحامي أنس أوزديل الذي يعمل أيضا أستاذا للقانون الدولي في كلية الحقوق بجامعة محمد الفاتح الوقفية ويلفت أوزديل الانتباه إلى أن آخر إحصائية نشرتها وزارة العدل التركية بشأن عدد البلاغات المقدمة بخصوص ارتكاب جريمة العنصرية كانت في عام 2019 وبلغ حينها عدد البلاغات المقدمة تحت بند العنصرية ثمانية بلاغات فقط ولم يجر توجيه لائحة اتهام بحق المتهمين في أي منها أما في الإحصائيات اللاحقة فلم يتم توضيح أرقام كل جريمة على حدة وتظهر صعوبة إثبات الكراهية جليا في قصة أبو حسان الذي تقدم بشكوى لدى الشرطة بشأن الحادثة لكنهم فتحوا التحقيق على أنه مشاجرة بين طالبين رغم شرحي لهم أن الحادثة كانت بدوافع عنصرية وحصلت بعد شهر من المضايقات لكنهم لم يهتموا بذلك وبعد أسبوع من تقديم البلاغ وعندما تم تحديد موعد لمقابلة المدعي العام لفتح دعوى قضائية قابله عدد من الشبان يركبون دراجات نارية في الحي وهددوه مطالبينه بإسقاط الدعوى أو أن الأمور ستصبح أخطر بالنسبة له ولأسرته ما أجبر الوالد كما روى لـالعربي الجديد على إسقاط الشكوى حفاظا على حياة ابنه وعائلته

أرسل هذا الخبر لأصدقائك على

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2024 يمن فايب | تصميم سعد باصالح