إضراب الكرامة يشل مدارس الشمال السوري معلمون يطالبون بحقوقهم
توقفت العملية التعليمية في معظم مناطق الشمال السوري مع دخول الكوادر التدريسية، اليوم الأحد، في إضراب مفتوح تحت شعار إضراب الكرامة احتجاجاً على تدني الأجور، وتسبب الإضراب في إغلاق مئات المدارس وترك آلاف الطلاب من دون مقاعد دراسية في انتظار حل يضمن حقوق الكادر التدريسي. وجاءت الخطوة بعد تصاعد الغضب بين المعلمين بسبب ما وصفوه بـتجاهل مستمر من وزارة التربية والجهات الحكومية لمطالب تحسين أوضاعهم المعيشية، في ظل ارتفاع حاد في أسعار السلع والخدمات وتراجع قيمة الأجور.
وقال علاء الداني، معلم لغة عربية في ريف إدلب الشمالي، لـالعربي الجديد، إن المعلمين يعيشون ظروفاً مادية قاسية تجعل من الاستمرار في التعليم أمراً شبه مستحيل، ومعظم المدرسين باتوا عاجزين عن تغطية احتياجاتهم الأساسية، إذ لا يتجاوز راتب المعلم 100 دولار، بينما تكاليف الإيجار والمعيشة تضاعفت خلال الأشهر الأخيرة.
وأضاف الداني أن العديد من زملائه اضطروا إلى العمل في مهن أخرى بعد الدوام أو في العطل الأسبوعية لتأمين لقمة العيش، فيما اضطر بعضهم إلى ترك مهنة التعليم بالكامل والبحث عن عمل بديل في مجالات البناء أو التجارة أو الأعمال الحرة، وأدى هذا الواقع إلى نقص واضح في الكوادر التعليمية داخل المدارس، وإلى تراجع في جودة العملية التعليمية، لافتاً إلى أن المعلمين لا يسعون إلى تعطيل الدراسة، بل إلى لفت أنظار الجهات المسؤولة والمنظمات الداعمة إلى حجم المعاناة اليومية التي يعيشونها، وقال إن الإضراب ليس هدفاً بحد ذاته، بل وسيلة للدفاع عن كرامة المعلم واستمرار التعليم بشكل لائق. وشدد على أن الحلول المؤقتة أو الوعود الشفهية لم تعد مجدية، وأن المعلم لا يمكنه أن يؤدي رسالته التربوية وهو منشغل بكيفية تأمين طعام أطفاله، أو دفع إيجار منزله المتأخر، وإهمال المعلمين اليوم يعني خسارة جيل كامل غداً.
بدورها، قالت راغدة العلي، مدرسة رياضيات من ريف حلب الغربي: نضطر أحياناً إلى الاقتراض لتغطية مصاريف النقل والطعام، التعليم رسالة، لكنه أيضاً مهنة تحتاج إلى تقدير مادي حتى نتمكن من الاستمرار، ما نعيشه اليوم هو استنزاف
ارسال الخبر الى: