معرض الكتاب العربي في أوروبا الثقافة وحاجة المجتمعات المهاجرة

٩٩ مشاهدة
لا تعد معارض الكتاب العربي في أوروبا تظاهرات لعرض الكتب فحسب بحكم أنها متأثرة بـ عوامل كبيرة لا تقف عند حدود الظاهر الثقافي وحسب فخلال العقد الماضي لعبت موجات اللجوء والهجرة من بلدان عربية إلى أخرى تقع على الضفة المقابلة دورا في شكل ومحتوى الكتاب العربي في أوروبا كما حملت هذه الموجات معها هموم تعلم اللغة الأم والتواصل اليومي مع لغة جديدة وهذا ما التفتت إليه مؤسسة معرض الكتاب العربي في أوروبا التي تنظم يومي الأول والثاني من يونيو حزيران المقبل الدورة السابعة من معرض مالمو للكتاب العربي في السويد وهو جزء من معارض عدة تنظمها المؤسسة مثل معرض كوبنهاغن للكتاب العربي ومعرض السويد للكتاب العربي للطفل وعدد من المعارض في المدن الأوروبية وللحديث أكثر عن تفاصيل معرض مالمو وخلفياته التقت العربي الجديد بالمدير العام لـمؤسسة معارض الكتاب العربي في أوروبا علاء البرغوثي الذي لفت إلى أن المؤسسة استطاعت مراكمة تجارب عديدة حتى وصلنا إلى هذه المرحلة فكانت البداية من عام 2017 عندما قمت مع عدد من الأصدقاء بتأسيس معرض للكتاب العربي في مدينة مالمو والذي كان الأول من نوعه عقدت الدورة الأولى من معرض مالمو للكتاب العربي عام 2017 ويربط البرغوثي مناسبة التأسيس بموجة اللجوء الجديدة إلى أوروبا عموما والسويد خصوصا يقول في حديثه إلى العربي الجديد وفي تلك الفترة لمسنا الحاجة الكبيرة للكتاب العربي من قبل الجاليات وخصوصا الكتب المتعلقة بتعليم العربية وصادف تلك الفترة إطلاق الدورة الأولى من معرض إسطنبول للكتاب العربي عام 2016 حينها أردنا نقل التجربة إلى السويد فالتقيت عددا من الصحافيين والناشطين العرب في السويد ومنهم الصحافي عبد اللطيف الحاج محمد والناشطون مازن زيات وعلاء القط وحازم يونس فكانت حينها ولادة الدورة الأولى من المعرض في مالمو بشهر إبريل نيسان 2017 شجعت هذه التجربة البرغوثي على توسيع أعمال توزيع وتوفير الكتاب العربي في أوروبا فقرر أن يطلق بعدها أول منصة رقمية لبيع الكتب العربية في السويد وتوسع بها لتغطي أوروبا كلها كما أطلق مؤسسة متخصصة بمعارض الكتاب العربي تحت اسم معرض الكتاب العربي في أوروبا وهي تتضمن معرض كوبنهاغن للكتاب العربي الذي يعد أكبر معرض للكتاب العربي في الدنمارك ويعقد بشكل سنوي مستمر منذ عام 2019 كما نظمت المؤسسة ما يزيد عن 20 معرضا في كل من السويد والدنمارك عبر شراكات مع عدد من المؤسسات ودور النشر في السويد والعالم العربي معارض الكتاب العربي بالنسبة لعلاء البرغوثي وفريقه في المؤسسة ليست فقط فرصة لتوفير الكتاب العربي للجمهور في أوروبا بل فرصة لتوفير مساحة لالتقاء جميع المهتمين بالشأن الثقافي العربي من كتاب وشعراء وأدباء ومفكرين وفنانين تشكيليين ويتابع في حديثه إلى العربي الجديد أعتبر أن الكتاب العربي خير ممثل للجاليات العربية ويعكس تنوع وأصالة الفكر العربي بعيدا عن الصورة النمطية السلبية في كثير من الأحيان والتي يحاول الإعلام الغربي رسمها عن العرب بشكل عام ويوضح شهدت بلدان أوروبا خلال الفترة الماضية إطلاق العديد من المبادرات والمعارض وإن كان المشاهد من بعيد قد يشعر بانتشار ما يمكن أن نسميه فوضى المعارض إلا أنه في الحقيقة كان ذلك مريحا لنا فمع كل معرض جديد تنظمه أي جهة مهما كان معرضها متواضعا من حيث التنظيم وعدد العناوين كنت أشعر بأننا نجحنا في أن نحرك المياه الراكدة ونعيد الاهتمام إلى الكتاب العربي في أوروبا يضيء المعرض قضية فلسطين من خلال الإصدارات والندوات لكن السؤال القائم والأكثر راهنية حول أي نشاط ثقافي كيف يمكن للناشر العربي في أوروبا أن يقيم الفعاليات خاصة أننا نشهد موجة منع ومصادرة غير مسبوقة في ظل تواطؤ أوروبي مع الإبادة الصهيونية القائمة في غزة يجيب مدير مؤسسة معرض الكتاب العربي في أوروبا ليست معارضنا لتوفير الكتب العربية في أوروبا فقط بل لخلق مساحات من الحوار الفكري والتركيز على قضايانا العادلة خاصة قضية فلسطين التي نعمل على تسليط الضوء عليها عبر ثلاثة محاور رئيسية نحرص على وجودها في كل معرض ويميز البرغوثي بين هذه المحاور من خلال المعارض الفنية والتشكيلية التي تسلط الضوء على القضية الفلسطينية حيث يعتبر الفن التشكيلي من أكثر طرق التواصل فعالية مع الجمهور الغربي فدائما تكون لدينا معارض فنية ضمن معرض الكتاب كمعارض الفنان التشكيلي مأمون الشايب والفنان يحيى عشماوي بالإضافة إلى الحفلات الموسيقية والفنية التي تركز على التراث الفلسطيني كالعديد من الحفلات التي قدمها الفنان عماد التميمي وفرقته من السويد والمحور الثاني هو توفير الكتب العربية التي تتحدث عن القضية الفلسطينية بشكل أكاديمي ككتب المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات ودور النشر العربية التخصصية التي نعمل على توافر كتبها بشكل دائم في معارضنا والمحور الأخير اللقاءات بين الناشطين وزوار المعرض التي تجري عبر اللقاءات العامة أو الندوات وورش العمل التي نقوم بتنظيمها ضمن البرامج الثقافية المرافقة للمعرض ويتابع مع بداية العدوان الإسرائيلي على أهلنا في قطاع غزة اتخذنا قرارا بتأجيل عدد من معارضنا لأن ما حدث حقيقة من مجازر كان صادما بالنسبة لنا إلا أننا في وقت لاحق قررنا استئناف معارضنا لكن مع إلغاء جميع الحفلات الافتتاحية تضامنا مع أطفال غزة وأيضا تواصلنا مع مؤسسات إغاثية دولية ستكون حاضرة خلال المعرض حتى تقوم بجمع التبرعات لإغاثة أهلنا في القطاع كذلك لا يمكن الحديث عن تراكم الخبرة والإنجاز من غير الوقوف عند التحديات خاصة مع تنامي تيارات اليمين الشعبوي في أوروبا الأمر الذي يمس بشكل مباشر جوهر ثقافة المهاجرين أو اللاجئين والأنشطة المتعلقة بهم وحول هذا التفصيل يقول مدير معرض الكتاب العربي في أوروبا التحديات كبيرة منها ما هو محلي والمتعلق بتقدم الأحزاب العنصرية في العديد من البلدان الأوروبية الأمر الذي زاد من موجة الإسلاموفوبيا والعنصرية ضد المهاجرين التي انعكست سلبا على الحياة الثقافية بالعموم فأصبحت جميع المعارض تحت المجهر وأصبحت الكثير من الجهات العنصرية تنتظر أي خطأ لانتقاد المشاريع الثقافية العربية أما الجوانب الأخرى فتتعلق بما هو تقني وتخص آليات النشر كانتشار ظاهرة الكتب المزورة التي أغرقت أوروبا والتي نعمل على منعها بشكل كامل داخل معارضنا إلا أن وجود الكتب المزورة في العديد من المعارض والمنصات في أوروبا شكل إساءة وضررا كبيرا للكتاب العربي في أوروبا ويختم البرغوثي حديثه إلى العربي الجديد بالحديث عن تفاعل الناشرين العرب مع المعرض حقيقة الموضوع متفاوت بشكل كبير فهناك عدد من دور النشر التي تشارك في معارضنا منذ البداية خصوصا دور النشر العربية من قطر ودول الخليج العربي وأيضا دور النشر العربية من لبنان ومصر وتركيا وكندا والتي تحرص على أن تكون عناوينها متوفرة بشكل دائم ضمن المعرض

أرسل هذا الخبر لأصدقائك على

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2024 يمن فايب | تصميم سعد باصالح