من اليمن إلى الكاريبي ترامب يحاول استعادة الهيبة الأمريكية بعد إخفاقاته في البحر الأحمر

متابعات خاصة – المساء برس .. هاشم الدرة|

في تحركات متسارعة تحمل أكثر من رسالة، يبدو أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تسعى إلى ترميم صورته الدولية بعد إخفاقه في البحر الأحمر وصنعاء، حيث فرضت واقعا عسكريًا وسياسيا أجبره على قبول اتفاقية بعثرت كل أوراقه.

الفشل الأمريكي في اليمن، حيث لم تتمكن واشنطن من تحقيق أهدافها العسكرية رغم الحملة الضروس في عرض البحر، يُعتبر هزيمة استراتيجية، حيث أعلن ترامب عن نيته القضاء على قادة صنعاء وفرض السيطرة الأمريكية على مضيق البحر الأحمر، لكنه اضطر للتراجع والتفاوض، وهو ما انعكس سلبا على صورة الولايات المتحدة كلاعب قوي قادر على الحسم.

ومع هذا الواقع، تأتي بعض أهداف التحركات الأمريكية في منطقة البحر الكاريبي كجزء من محاولة لتعويض ما فقد في البحر الأحمر، فالدول المعادية للولايات المتحدة في الكاريبي تستلهم تجربة صنعاء في مقاومة الهيمنة الأمريكية،.

الأسباب الأصلية للتصعيد الأمريكي في الكاريبي تتجاوز المبررات الرسمية التي ساقها ترامب، مثل مكافحة المهربين والمخدرات، إذ يشير المحللون إلى أن من بين الأهداف، استعراض القوة الأمريكية واستعادة الهيبة الدولية بعد إخفاقات اليمن، وفرض رسائل ردع على خصوم واشنطن الإقليميين والدوليين، كما يسعى ترامب عبر هذا التصعيد لإرسال إشارات تحذير للدول التي تحاكي نموذج اليمن في مقاومة النفوذ الأمريكي.

ويرى محللون أن هناك صلة واضحة بين إخفاق اليمن وتصعيد الكاريبي، فالتحركات الأمريكية ضد فنزويلا ودول الكاريبي المعادية لها تشبه في طابعها ما حاولت واشنطن تحقيقه في الشرق الأوسط، لكنها تأتي هذه المرة في بيئة جغرافية مختلفة، مع التركيز على الإيحاء بالقوة والسيطرة.

كما أن التصعيد في الكاريبي يمثل امتدادا لمنافسة الولايات المتحدة الأمريكية مع خصومها وعلى رأسهم روسيا والصين، ومحاولة لإرسال رسالة واضحة بأن الولايات المتحدة ما زالت لاعبا رئيسيا قادرا على مواجهة التحديات حتى بعد إخفاقات واضحة في مناطق أخرى.

في النهاية، تظهر هذه التحركات أن إدارة ترامب تعتمد على السياسة الرمزية والتصعيد الاستراتيجي، لتعويض خسائرها السابقة، في وقت يراقب العالم فيه تأثير اليمن على سياسات